وصف الكتاب:
كانت الحروب الصليبية من حيث غايتها الأولى عقيمة، فإِن الصليبيين على ما بذلوا من الأموال، وأهرقوا من الدماء، رجعوا من الشرق بعد قرنين كاملين، بِخُفَّيْ حُنَيْنٍ. وأفادت هذه الحروب من طريق آخر، فكان الاختلاط بالشرق عشرات من السنين من العوامل القوية في سرعة انتشار المَدنية في أوروبا، وكان الشرق بفضل العرب ينعم إِذ ذاك بمدنية زاهرة على حين كان الغرب لم يزل غارقًا في التوحش، وقد استدللنا من مجموع أعمال الصليبيين أنهم كانوا في كل مكان إِلى الهمجية حقيقة، ينهبون الأموال ويقتلون الأنفُس، لا فرق عندهم بين عدوِّهم وصديقهم؛ خرَّبوا في القسطنطينية أثمن كنوز العاديات اليونانية واللاتينية، ولم يربح الشرق باختلاطه بهؤلاء البرابرة من الصليبيين، بل خسر ونتجت من ذلك كراهته للغربيين كراهية دامت قرونًا.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني