وصف الكتاب:
ن جميع ما في الأرض من مختلف الديانات، قد سميت بأسمائها، أما نسبة إلى اسم رجل خاص، أو أمة معينة ظهرت وترعرعت بين ظهرانيها، فالمسيحية، مثلاً، أخذت اسمها من المسيح عليه السلام، واليهودية ظهرت بين ظهراني قبيلة تعرف بيهوذا، فسميت باليهودية، إلا الإسلام، فإنه لا ينتسب إلى رجل خاص، ولا إلى أمة بعينها، وإنما يدل اسمه على صفة خاصة يتضمنها معنى كلمة الإسلام. ومما يظهر من هذا الاسم أنه ما عني بإيجاد هذا الدين وتأسيسه رجل من البشر، وليس خاصاً بأمة معينة دون سائر الأمم، وإنما غايته أن يحلي أهل الأرض جميعاً بصفة الإسلام، فكل من اتصف بهذه الصفة، من غابر الناس وحاضرهم هو مسلم، ويكون مسلماً كل من سيحكى بها في المستقبل وأما معنى هذه الكلمة "الإسلام" فهي في معاجم اللغة "الانقياد والامتثال لأمر الآمر ونهيه بلا اعتراض" وقد سمي هذا الدين بالإسلام لأنه طاعة لله وانقياد لأمره بلا اعتراض. وأما مبادئه فقد شرحها الحكيم الخبير لتكون للمسلم منهجاً حياتياً متكاملاً يفوز من خلال تطبيقه سعادتي الدنيا والآخرة. وعرض المودودي في كتابه هذا مبادئ الإسلام بأسلوب رائع بقدر ما عكس هذا الكتاب عقلانية ومنهجية علمية، بقدر ما احتوى في ثناياه معاني الإسلام العميقة التي تحس بها الأنفس التي ليس بينها وبين فطرة الله التي فطر الناس عليها تراكمات وحجب. وقد جاءت مبادئ الإسلام التي شرحها المودودي ضمن فصول. تناول في الفصل الأول الإسلام وما يتعلق به: التسمية، المعنى، الحقيقة، مبيناً من ثم الكفر حقيقته ومضاره وعواقبه، ليعرض بعد ذلك فوائد الإسلام. لينتقل المودودي في الفصول اللاحقة لشرح كل من: الإيمان والطاعة في الفصل الثاني وفي الفصل الثالث النبوة وفي الفصل الرابع الإيمان مفصلاً، والعبادات في الفصل الخامس شارحاً في كل من الفصلين السادس والسابع: الدين والشريعة، وأحكام الشريعة.