وصف الكتاب:
إن أول ما ينبغي لم أراد أن يعلم شيئا من علم هذا الكتاب ألا يدأب نفسه إلا في علم الناسخ والمنسوخ إتباعا لما جاء عن أئمة السلف رضي الله عنهم لأن كل من تكلم في شيء من علم هذا الكتاب ولم يعلم الناسخ من المنسوخ كان ناقصا وقد روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب كرم الله وجهه أنه دخل يوما مسجد الجامع بالكوفة فرأى فيه رجلا يعرف بعبد الرحمن بن داب وكان صاحبا لأبي موسى الأشعري وقد تحلق الناس عليه يسألونه وهو يخلط الأمر بالنهي والأباحة بالحظر فقال له علي رضى الله عنه أتعرف الناسخ من المنسوخ قال لا قال هلكت وأهلكت فقال أبو من أنت قال أبو يحيى فقال أنت أبو اعرفوني وأخذ بأذنه ففتلها وقال لا تقص في مسجدنا بعد ويروى في معنى هذا الحديث عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عباس أنهما قالا لرجل آخر مثل قول أمير المؤمنين علي كرم الله وجهه أو قريبا منه.