وصف الكتاب:
يبحث الكتاب في إشكالية الدولة العامة في الوطن العربي وأسباب القطيعة بين الدولة الراهنة والمجتمع وذلك على ضوء دراسة نشأة هذه الدولة وبنية القوى التي قامت عليها والقيم المعنوية والأخلاقية التي استلهمتها أو ألهمت نشاطها وعملت من خلال الأوضاع العربية الراهنة. خلافاً للأطروحات الأنثروبولوجية التي تركز على العوامل الثقافية أو البينية الدينية الموروثة، وللأطروحات التاريخانية التي تشدد على العوامل الخارجية والإمبريالية لفهم أصل السلطة الاستبدادية العربية الراهنة، يحاول برهان غليون أن يقدم في هذا الكتاب تفسيراً جديداً لأصل القطعية بين المجتمع والدولة، ومحوره نظرية الدولة التحديثية نفسها. يستنتجه المؤلف أن الاستبداد الحديث ليس له علاقة أبداً بالاستبداد القديم من حيث محتواه ومضمونه ووسائل تحقيقه ومبرراته، فأصل هذا الاستبداد الحديث هو الدولة التحديثية ذاتها. وليس من الممكن فهم الأزمة الكبرى التي يعيشها المجتمعات المتأخرة اليوم، إلا بإدراك إفلاس هذه الدولة، وما نجم عنه من تجيير السلطة الاحتكارية التي طورتها لصالح الفئة المتحكمة بها، وبالتالي إضافة الفساد الشامل إلى الاستبداد المطلق.