وصف الكتاب:
لكي يتحقَّق المسعى النَّقديُّ الجادُّ في عمليَّة القراءة النقديَّة، لا بدَّ –أوَّلًا- من فهم النَّصّ فهمًا دقيقًا وشاملًا، أفقيًّا وعموديًّا، بعيدًا عن اشتراطات المؤلف وتأويلاته ومواضعاته المسبقة، والتمكّن من آليات اشتغال العمليَّة النقديَّة ثانيًا وعدّتها القرائيَّة على صعيد الرؤية والمنهج والمصطلح والنَّشاط الأسلوبيِّ للكتابة النقديَّة نفسها، وهي شروط أساسيَّة من شروط النقد في مشروعه الحداثيِّ الجديد. تسعى هذه الدِّراسة إلى الاقتراب من هذا المسعى النقديِّ بآفاقه ومنظوره العامّ، عبر الكشف عن المفاصل الأساسيَّة التي عملت على إرساء قانون النظام الروائيّ، وخلعه على نصوصه التي كُتبَت -تحت هذه التسمية- لروائيٍّ عُرِف عنه شغفه الحادُّ بالقصَّة القصيرة التي غادر أرضها الساحرة مؤّقَّتًا، ووجد في النَّصِّ الروائيِّ ما يسمح له بالحريَّة القصوى في التعبير عمّا يشاء بعد أن قصَّرت القصَّة –ربما- في التعبير عمّا يريد؛ ونعني به القاصَّ والروائيَّ الأردنيَّ إلياس فركوح في تجربته الروائيَّة المتمركزة في ثلاث روايات هي (أرض اليمبوس، أعمدة الغبار، قامات الزبد) نحسب أنها تندرج ضمن الأعمال الروائيَّة النوعيَّة، وقد سخّر لها فركوح خبرة تجربة قصصيَّة عامرة وثرّة وخصبة.