وصف الكتاب:
يعد التفسير الفقهي للقرآن الكريم أحد أقدم مذاهب التفسير القرآني، وهو كذلك من أهم هذه المذاهب، ولعلنا لا نغالى إذا قلنا إن التفسير الفقهي للقرآن يُعد حجر الزاوية في البناء الإسلامي، فمن خلاله يصحح المسلم عبادئه، ويقوم معاملاته، ويتعرف على ما افترضه الله عليه، وما نهاه عنه. وتتجدد أهمية هذا التفسير الفقهی للقرآن الكريم بتجدد الحوادث وتغير العصورومرور الأزمان، إذ إن طبيعة الرسالة الإسلامية الخاتمة تحتم على العلماء في كل زمان أن يعود إلى النص القرآني لاستلهام أحكامه والسير على منهاجه، ولا يتأتى ذلك إلا بالعكوف على هذا الكتاب المجيد، لتدبر آياته واستخراج أحكامه. وخلال السنوات الخمس الأخيرة برزت على السطح قضايا عديدة شغلت المجتمعات العربية، وأثارت انتباه الشعوب الإسلامية على اختلاف مستوياتها الثقافية، كان من أهمها بعض القضايا المرتبطة بتطوير الخطاب الديني في علاقته بالتفسير الفقهي، وكثر الحديث والنقاش حول النصوص القرآنية والنبوية المؤسسةلمثل هذه القضايا، وبرزت كثير من الآراء والاجتهادات، التي تحاول الإجابة عن هذه التساؤلات الملحة، وكان الشق الفقهي والتشريعي في هذه القضايا للوقائع المستجدة هو الجانب الأشد إلحاحا، والأكثر لفتا للأنظار.