وصف الكتاب:
لما كان القرآن العزيز أشرف العلوم، كان لفهم معانيه أهمية كبيرة، وقد أنشأ له علماً خاصاً به هو علم التفسير، فكان على كل مفسرٍ الإلمام بجوانب هذا العلم. وقد وضع فيه مؤلفات كثيرة فكانت هناك المطولات والمختصرات في هذا العلم، وكتاب "زاد المسير في علم التفسير" هو من الكتب الهامة في هذا الباب ويقول المصنف علي بن محمد الجوزي أنه لما رأى جمهور كتب المفسرين لا يكاد الكتاب فيها يفي بالمقصود وكشفه حتى ينظر للآية الواحدة في كتب، فرب تفسير أخل فيه بعلم الناسخ والمنسوخ، أو ببعضه، فن وجد لم يوجد بيان المكي من المدني، وإن وجد ذلك لم توجد الإشارة إلى حكم الآية؛ فإن وجد لم يوجد جواب إشكالٍ يقعُ في الآية، إلى غير ذلك من الفنون المطلوبة، لذا ابتدر إلى تصنيف هذا الكتاب الذي أدرج فيه هذه الفنون المذكورة بالإضافة إلى فنون أخرى مما لا يستغني أي تفسير عنه، منتقياً لهذا الغرض أنقى التفاسير المنصفة حيث أخذ منها الأصح والأحسن والأصون.