وصف الكتاب:
لم يكن كلّ من أدرك أهل البيت (صلوات اللّه عليهم أجمعين) من الصحابة، متساوين من حيث المعرفة والإيمان والولاية. فقد كان أهل البيت (عليهم السلام) يحدّثون بعض أصحابهم بمباحث وأمور من دون أن يجيزوا لهم روايتها لغيرهم. ومن بين أصحاب سرّ الأئمّة الأطهار (صلوات اللّه عليهم) جابر بن يزيد الجُعفي. فقد رُوي عنه أنّه قال: «رُوِّيتُ خمسين ألف حديث، ما سمعه أحد منّي». ونستطيع إجمالًا أن نستخلص هذه النتيجة من أمثال هذه الروايات، وهي أنّه لا ينبغي البوح بأيّ مبحث حقّ لأيّ أحد، لأنّ طاقة الأشخاص وقدرتهم على التحمّل متفاوتة. والأحاديث التي أُجيز جابر، بنقلها تتمتّع بميزاتٍ خاصّة من بين سائر الأحاديث، بل إنّ لحن الروايات المنقولة عنه يختلف عن لحن الكثير من غيرها من الروايات؛ فهي تنطوي على ملاحظات ألطف، وأعمق وهي أغزر مضمونًا ومحتوىً.