وصف الكتاب:
أمّا بعد ، فهذا عمل خلاسيّ مختلف، وعلى غير مثال سابق في المقترح الجماليّ والصنعة الكتابيّة ، كأنّه سيرك فسيفسائيّ على هيئة كتاب حكائيّ ، أو بالأحرى كأنّه كتاب قابل للتركيب والتفكيك في سمت سيرك للحيوانات المتقنّعة المتشبّهة بالإنسان . حقيبة سحريّة مليئة حدّ الطفحان بالمنولوجات ، والحيوانات ، والرسومات ، والسرود ، والأساطير، والشذرات ، والتأمّلات ، والخواطر ، والأحلام ، والهوامش، والقصيصات ، والسخرية ، والمغازي، والمتناصات ، والاسترجاعات الفلسفيّة ، والخطابات الموازيّة ، والمرجعيات الثقافيّة الموسوعيّة . إنّها بالتأكيد التذاكر المجانيّة ، التي يقدّمها كلّ من القاص أنيس الرّافعي والفنّان محمّد العامري لجمهرة المتلقّين من أجل الولوج إلى خيمة هذا السيرك الجهنميّ ، الذي لا يضاهيه أيّ سيرك في الكون جنونا وعبثا ووهما و عدميّة وعجائبيّة وتجريبيّة . موضوعة " السيرك الخياليّ " ، التي تأخذ في هذا الكتاب/ "البرفورمونس" شكل استعارة كبرى للحياة والوجود والواقع وما بعد الواقع و ما وراء النص . هناك ، حيث ثمّة سارد يختلق الحيوان ، وفنّان يروّضه بالألوان . حيث ثمّة تشاكل مباطن وتفاعل متخارج بين الأيقونة والأدب ، ليس في حاجة البتّة إلى مرجع إحالي غير ذاته، شأن محارة صدفيّة ملمومة على نفسها وعزلتها فوق صخرة، في حلّ من صخب الشاطئ أو هدير الموج . أيّها القارئ ، رجاء ادخل إلى السيرك بثقة ، فلن يلتهمك أي أحد .___________________________________________