ظاهرة التخلف في الوطن العربي (توصيف جغرافي )
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
يعد التخلف حالة مَرَضية تصيب الافراد والجماعات والدول وقصد منه تأخر تلك الفئات عن الركب الحضاري التي تسير بموجبه ما يناظرها في العالم المتقدم، ومن ثم تبقى بعيدة عن الرفاهية الاجتماعية والقدرة السياسية والحصانة الحضارية، بمعنى اخر تبقى واهنة ومهيأة للاختراق بكل انواعه، والتخلف كمفهوم يعني عدم الاستفادة من القدرة الإنتاجية التي يتيحها استخدام الطرق الفنية والتكنولوجية الحديثة ، كما يعني ضعف الأداء الاقتصادي للبلدان ، ويعني أيضا عدم قدرتها على ضمان الحد الأدنى من الرفاهية المادية لغالبية السكان ،والدول المتخلفة هي تلك الدولة التي تعمل اقتصاداتها بشكل تخسر فيه باستمرار مدة طويلة من السنين فضلا عن الجهود الضائعة والإمكانيات المفقودة. وكل اتجاهات وتفسيرات التخلف تنطبق على الدول العربية لتجعل منها دولا متخلفة بعد ان تنصلت منها عوامل التنمية ،وتخلوا عن الاخلاق العربية الحميدة ،وعن عاداتهم الفريدة في المرؤة والكرم والاقدام، وبعد ان بعثروا مواردهم على الملذات بدلا من تسخيرها لخدمة الشعب العربي، اذ لا زلنا نتبجح بالعشائرية والقبلية والعنصرية واحتقار المرأة واهانة الفقير وكراهية كل جديد، ثم اننا من دعا الدول الطامعة والغاشمة لتجثم على صدورنا باستعمار سايسي واقتصادي وحضاري ، لتصبح بلداننا تأن تحت وطأة الجهل والتخلف والتراجع بكل اشكله للأسف. ولأنه انا لا اؤمن بنظرية المؤامرة فاَّقر بان الوهن والتخلف والتراجع هو نابع من دواخلنا نحن ولوكنا متحدين ومتعلمين واكفاء ونحب العلم والتعلم ونحب اوطاننا فلا توجد قوة في الارض قادرة على زعزعة امننا او نهب ثرواتنا او تمنعنا من التعلم والتقدم على الاطلاق. نحن العرب بحاجة الى عاملين اثنين فقط لإزالة كل مظاهر التخلف والقهر هما: إرادة وطنية خالصة وإدارة حكيمة ناجحة ،وكلاهما نابعان من صميم المجتمع.
