وصف الكتاب:
إنَّ الله سبحانه وتعالىٰ قد تكفَّل بحفظِ هذا الدِّين ، فقال : إنَّا نحن نزَّلنا الذكرَ وإنَّا له لحافظون [ الحجر : 9 ] ، ومِن ذٰلك الحفظِ ما يقوم به العلماءُ الرّبّانيُّون مِن حفظٍ له في الصُّدور ، ثُمَّ نقلٍ وتدوينٍ له في السُّطور ، ثم بنشرِهِ وبيانِه ودعوة الناس إليه علىٰ ممرِّ العصور . ثُمَّ لا يخفىٰ علىٰ أحدٍ مِن أهل العلم قيمة الإرثِ العلميِّ الذي خلَّفَه لنا سادتنا العلماء مِن كتبٍ ورسائلَ ، فجمعوا لنا في كتبهم وتصانيفهم عصارةَ فكرِهم وخلاصةَ ما حازوه مِن علوم ، بحيث تكون لمن بعدهم قطوفاً دانيةً ، وقد بذلوا في سبيل ذٰلك النَّفْسَ والنَّفيس والغالي والرَّخيص ، فجزاهم الله عنا كلَّ خير . وإن مِن وسائل الحفظِ في هذا الزمان جمعَ رسائلِ العالِمِ الواحد في كتابٍ مستقل ، وذٰلك لما فيه مِن منفعة كبيرة للباحثين ؛ إذ إنه يُعطي فكرةً واضحةً ومتكاملة عن ذاك العالِمِ وطريقة بحثِهِ ومنهجِه للعلماء والدارسين . ومِن أولئك العلماء الأجلاء السيد العارف بالله الشيخ محمد بن أحمد بن الهاشمي التلمساني قدس الله سره ، فقد جاءتْ رسائله متنوعة ومشتملة علىٰ جملةٍ كبيرةٍ مِن العلوم النافعة ، وخصوصاً التوحيد والتصوف ، وقد سار فيها علىٰ طريقة العلماء المحققين . وقد عرضها بأسلوب فريد تميز فيه بحسن التحرير وقوة التقرير ، مع كثرة الفوائد وشريف العوائد ، ناهيك عن وضوح العبارة وقوة الإشارة ، ومتانة السبك وجمال التَّعبير . اقتصد فيها روماً للاختصار ، وجمعاً لِلُبابِ المعاني في قليل المباني ، فجاد بما مَنَّ الله به عليه وأطاب ، وأتىٰ بكلِّ فريدٍ ومُستطاب . والشيخُ رحمه الله تعالىٰ واسعُ الاطلاع ، مُتعدِّدُ المصادر ، أسلمَتْ له المكتبةُ الإسلاميّةُ قِيادَها ، ومَلَّكَتْهُ مفاتيحَها ، يَلْمَحُ المُطالِعُ شخصيَّتَهُ الموسوعيَّةَ المتكامِلة ، فَلِلَّهِ دَرُّهُ مِن مُحقِّقٍ مُدَقِّق في العلوم والأذواق . وقد جاءت الرسائل علىٰ النحو الآتي : 1 ـ « شرح نظم عقيدة أهل السنة » . 2 ـ « سبيل السعادة في معنىٰ كلمتي الشهادة » . 3 ـ « البرق اللامع والغيث الهامع فيما يتعلق بالصنعة والصانع » . 4 ـ « القول الفصل القويم في بيان المراد من وصية الحكيم » . 5 ـ « الحل السديد فيما استشكل علىٰ المريد » . 6 ـ « الدرر المنتثرة في أجوبة الأسئلة العشرة » . 7 ـ « أنيس الخائفين وسمير العاكفين في شرح شطرنج العارفين » . واللهَ تعالىٰ نسألُ وبنبيِّه نتوسَّلُ أنْ ينفعنا وإخواننا وجميعَ المسلمين بما فيها ، وأنْ يَتَقَبَّلَها ويجعلَها في صحائفِ مشايخنا وجميعِ المسلمين ، وأنْ يَنْفَعُ بها كُلَّ مَنْ قرأها ؛ إنَّه سميعُ الدُّعاء .