وصف الكتاب:
أسألُ بعجزِ أبكمٍ عن التّعبير.. ما الحلُّ حين يكون الدّرب معبّداً باحتمالاتٍ شائكة، والأقدام طريّة؟! من يقتلعُ حنجرة التّقدم وهي تطالبُ بالرّكضِ لأطرافٍ أكلتها المسامير؟! متى تشبعُ التّجارب من التهامِ الأعمار والسّنين؟! في قصّتي، صرتُ إنجاز التّجارب، وأضحت تربةُ جسدي مقبرة.. كانت جروحُ قلبي نشيطةً، أُميّةً لا تعرفُ الالتئام، تنزفُ أصواتاً، ووجوهاً.. في كتابِ قدري كنتُ الخريفَ، حسرةَ الّليل في رؤيةِ النّهار وعجزُ الشّمس في لقاء القمر، كنتُ القصّة والأحداث و كنتُ عجزَ القارئِ في التّغيير.. في الحبِّ أصبحتُ الانتظار.. وفي وطنِ الحزن طالتني رصاصةُ سعادة وأنا الزّجاج.. وقفتُ طويلاً برفقةِ جثثي على الضّفة المقابلةِ للخلاص، وسط أكوامٍ من الموتى والمجذّفين، الخائفين، والتّائهين، أنظرُ إلى مابعدِ محيطِ التّجارب، أترقّبُ النّهاية، ونداء النّاجيين.. حيث تجلسُ الحكمة على عرشها مصفّقةً لريشةِ القدر، بين الخلاصِ والمعاناة شعرة اسمها "الشّجاعة".. جميع من وصلوا للضفّة الأخرى هتفوا مُبشرين "هنا تكمنُ العبرة والكثير من صيفٍ يعانقُ المطر، تقدّموا، هذه المياه لاتبتلعُ إلّا السّيئين". عندها فقط حملتُ بقاياي، نسيتُ الخوف وجذّفت..