وصف الكتاب:
ما أصعب تصنيف منزلة هذا العمل في سياق التّظاهرة وبالتّوازي، ما أصعب مهمّة من يلتفت إليه كاتبا ومؤوّلا وناقدا متسائلا. ولعلّ من هذا الجانب على الأقلّ، تكتسب مبادرة الأستاذ المولدي عزديني أهمّية مَّا وتحثّ القرّاء على الانتباه إليها، هي الأخرى. وعلى هذا النّحو، يندرج كتاب «تساوق الأنطولوجي والسّياسي في الأثر الفنّي...» ضمن الكتابة النّقديّة والتّأويليّة عن عمل فنّي بعينه، تنتشله من التّهميش والزّوال وتمكّنه من أن يكون فعلا مركز اهتمام يليق به ومحور تفكير ملائم ينشط في عمق الرّاهن وأسئلته الحارقة التي تلقي بضفافها على مرحلة تاريخيّة صعبة المراس، طبعتها الكوارث السّياسيّة والعسكريّة واستحوذت عليها القوى العولميّة والحسابات الجيو-سياسيّة الكبرى، بما يدعو الفنّ إلى أن يكون بنية وعي مقاوم ومناعةً ضدّ تهاوي الهويّات الوطنيّة. وفي هذا الاتجاه، يتوسّل الكاتب عدّة معارف بينيَّة، من فلسفيّة وسياسيّة وسوسيولوجية وسيميولوجيّة... وذلك لتغذية المسار التّأويلي، بما هو اشتغال جماليّ ومعرفيّ في الآن معا، يمكّن الأثر من أن يكون منتجا للقيم والمعرفة. د. خليل قويعة