وصف الكتاب:
إنَّ هذا الكتاب الموسوم بــ (استراتيجيات الخطاب التداولي في ألفية ابن مالك ــ مقاربة إجرائية)، يمنهج النحو العربي بوصفه ممارسة معرفية إيجابية وكفاءة لسانية غير ظلامية تتبنى حواراً حضارياً لا ترتضي حالات الاحتراب والمطاردة التي أخذت تنمو لتصادر كثيراً من ثقافات الآخر. وفيه الدمج الجميل بين النحو بوصفه معياراً قواعدياً يفترض الخطأ والصواب أساساً؛ لتبني أية بنية نحوية، والتداولية بوصفها لغة استعمال منتهى كماله خطاب جميل يحمل المرجعيات الفكرية، والنفسية، والاجتماعية، إذ هو يسعى لصياغة خطاب لساني ناجح غايته السهولة واليسر. فقيمة الكتاب تكمن في الانبهار الذي يتركه في ذائقة المتلقي وفي الذاكرة التي يستولدها المجترح، إذ هو يؤسس لنظام الاقتباس والتواصل، ويمثِّل نزوع المثقف العربي نحو التزام خط من التجديد يشتغل على لغة المتكلم بوصفه وعياً فكرياً خلاقاً يستمد إرهاصات التكوين من أصالة التفكير الاستقرائي المبدع. وأنَّ موضوع الكتاب بكرٌ، يعدُّ الدراسة الأولى في حقل تحليل المنظومات التعليمية تداولياً. وأنَّنا في كتاب الأستاذة الدكتورة أشواق النجار نستطيع أنْ نفعل وعياً لسانياً لتبئير خطاب ثقافي تداولي يفند فكرة السلطة الثقافية القارة، ونكون قد أسسنا لدائرة معرفية تمنهج النحو العربي نحو خطاب تداولي إعلانه الغائي لا يكون منتجاً ومفيداً ومقصوداً حتى يشعر المتكلم أن ثمة طرفاً آخر يستدعيه كي يتقاسم معه فعله الإنجازي. وعليه، فإنَّ الكتاب إنجاز مكتمل يطرح البديل المعرفي الناجع إزاء ممارسات السلطة الفكرية التي تخضع الفكر الثقافي العربي إلى نتاج من مداخلات نفسية، واجتماعية، أبستيمولوجية، ينصب الأغلاق الفكرية أو العداء إزاء غيرها من أفكار، والكتاب هنا ينتبذ أحكام الخرافة اللغوية في احتراق اللغة والنحو التي كان ينتهجها بعض المفكرين العرب سابقا ًولاحقاً.