وصف الكتاب:
الإعلام البديل ليس إعلاما مستحدثا، بل هو إعلام متطوّر ومتجذّر في تجربة الشعوب والأمم، ويتميّز بجملة من الخصائص التي من بينها: القدرة على التكيّف مع تطوّر وسائل الاتصال وتطوّر أدوات الرقابة والضغوطات الاجتماعيّة والسياسيّة، فالمتمعّن في الحياة اليوميّة للشعوب والجماعات يلاحظ تزامنه مع ظهور الإعلام الرسمي. وأيضا القدرة على التشكّل فكثيرا ما يظهر الإعلام البديل في الساحة الإعلاميّة في أشكال مختلفة وذلك حسب المرحلة التاريخيّة التي يمر بها المجتمع ونوعيّة الفاعلين الذين يستعملون الإعلام البديل، ومن أبرز تلك الأشكال الإشاعات والنكت الشعبيّة والسياسيّة والتي تعتمد عليها بعض الفئات الاجتماعيّة عندما تشعر أن الإعلام الرسمي لا يمنحها فرص التعبير عن مواقفها وتطلّعاتها، أو لا تستجيب لرغباتها، أو عندما تجرّم القوانين حريّة الرأي والتعبير، وتجعل صاحب الرأي الحر عرضة للمسائلة القانونيّة… فتصبح عبارة عن محاولة لإيجاد مخرج لتلك الضغوطات. لأجل ذلك ترتبط الإشاعات والنكت الشعبيّة والسياسيّة بالظروف الاجتماعية والسياسيّة لمستهلكي ومنتجي تلك النكت والإشاعات ومن بين الأمثلة نذكر ظاهرة بروز وانتشار النكت الشعبية التي اتخذت من البلدية (أهل العاصمة) موضوعا لها، فبعد التهميش الاجتماعي وعدم تكافؤ الفرص والاحتقار الذي شعرت به فئة “النزوح” في فترة الستينات والسبعينات لم تجد هذه الفئة أمامها سوى النكت التهكّمية والاستهزائيّة من “البلدية” لتدافع عن وجودها. وفي نفس السياق التحليلي نجد النكت الشعبية الحالية والتي تتخذ من أهالي المناطق الراقية (المنزه والمنار…) موضوعا لها والتي تندرج هي الأخرى ضمن آليات التعبير الرمزي لدى الفئات الفقيرة والمهمشة اجتماعيا وسياسيّا ظهرت وسائل الإعلام الجديد كمصطلح واسع النطاق في الجزء الأخير من القرن العشرين ليشمل دمج وسائل الإعلام التقليدية مثل الأفلام والصور والموسيقى والكلمة المنطوقة والمطبوعة، مع القدرة التفاعلية للكمبيوتر وتكنولوجيا الاتصالات، وتطبيقات الثورة العلمية التي شهدها مجال الاتصال والإعلام، حيث ساهمت الثورة التكنولوجية في مجال الاتصال في التغلب على الحيز الجغرافي والحدود السياسية، والتي أحدثت New media تغيير بنيوي في نوعية الكم والكيف في وسائل الإعلام. والمقصود بوسائل الإعلام الجديدة ببساطة هي Digitalوسائل الإعلام الرقمية وذلك لتفريقها عن (Interactive) والتفاعلية (Internet) والشبكية