وصف الكتاب:
أدى ظهور الوسائل الإعلامية الجديدة إلى ظهور حالة إعلامية جديدة ، لم تكن موجودةً مِن قبلُ في الوسَط الإعلامي العربي التقليدي فلم يكتف الإعلام الجديد بإضافة أبعاد جديدة للاتِّصال، وإنما عَمد إلى إحداث حالةٍ من التغيير على المستوى الاجتماعي، وخاصةً بين أوساط الشباب العربي؛ تلك الفئة التي وجدت نفسَها أمام إعلام مفتوح يتخطَّى الحدود، ويتجاوَز الرِّقابةَ والأعرافَ المجتمعيَّة، والقوانين التي ترتكز على تقييد حرية التعبير. وذلك هو ما قد يفسِّر الإشكاليةَ التي أوجدتْها مواقع الإنترنت الجديدة، وخصائصها الإعلامية الفريدة على الصعيد العربي، فالانتقال السريع والمفاجئ – وليس التدريجي – من إعلام تقليدي يتحكَّم، ويسيطر فيما يعرضه من موضوعات وأخبار ومعلومات – للمتلقي والمجتمع بشكل عام، إلى إعلامٍ حرٍّ يَتعاظَم فيه دور الفرد في وضع الأجندة؛ متحوِّلاً من مجرَّد مستقبل للمعلومات، إلى صانِع ومتحكِّم وموزِّع – في نفس الوقت – للأخبار والمعلومات، يُعَدُّ هو أساسَ تلك الإشكالية أحدثت التطورات التكنولوجية الحديثة في منتصف عقد التسعينات من القرن الماضي, نقلة نوعية وثورة حقيقية في عالم الاتصال, حيث انتشرت شبكة الإنترنت في كافة أرجاء المعمورة, وربطت أجزاء هذا العالم المترامية بفضائها الواسع, ومهدت الطريق لكافة المجتمعات للتقارب والتعارف وتبادل الآراء والأفكار والرغبات, واستفاد كل متصفح لهذه الشبكة من الوسائط المتعددة المتاحة فيها, وأصبحت أفضل وسيلة لتحقيق التواصل بين الأفراد والجماعات, ثم ظهرت المواقع الإلكترونية والمدونات الشخصية وشبكات المحادثة, التي غيرت مضمون وشكل الإعلام الحديث, وخلقت نوعاً من التواصل بين أصحابها ومستخدميها من جهة, وبين المستخدمين أنفسهم من جهة أخرى