على خطى هيمنجواى في كوبا
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
ذهب حلم السينما لكن بقيت رغبتي في دراسة اللغة الإسبانية مسيطرة علي حتى بعدما سافر شقيقي أكرم إلى بلاد الله الواسعة. كنت اطلب من هبة زميلتي بالكلية، وتعمل والدتها في سفارة مصر في اسبانيا، أن تحضر لي كل الالبومات الجديدة عندما تزور مدريد في عطلة الصيف، ولاتقانها الإسبانية كانت أحيانا تكتب لي كلمات الأغنيات التي أحبها، وكنت أحفظها عن ظهر قلب دون أن أفهم معانيها، فلم تكن هناك ترجمة جوجل أيامها. بعد حصولي على الليسانس حققت حلمي، والتحقت بدورات تعلم اللغة في المركز الثقافي الإسباني في حي الدقي أو ما يعرف باسم معهد ثربانتس. كانت الدراسة آنذاك تمتد من سبتمبر الى مايو مقابل ٢٠٠ جنيه فقط. ثم تغيرت في السنوات اللاحقة، أصبحت الدورة ومدتها ٣ شهور ب ٢٠٠ جنيه. درست في ثربانتس لمدة ثلاث سنوات، لم أكن أتعلم اللغة فقط بل عشتها، وتعمقت فيها. فقد كان المعهد في ذلك الوقت، ليس مكانا للتعليم فقط بل صنع منه مديره، أدريان، ربنا يمسيه بالخير، منارة ثقافية. كانت هناك أنشطة متعددة، معارض فنية، وحفلات تقام في حديقته حيث كان المركز يشغل فيلا كبيرة. وفي تلك الحديقة، كنا نلتقي، الدارسين والمعلمين وكثير من متحدثي الاسبانية في القاهرة. كانت هناك طاولات وكراسي من خشب البامبو، موزعة في المكان، كنا نجتمع، نتسامر ونتناقش ونحضر المعارض الفنية، التي تقام في جراج الفيلا الذي أصبح جاليري، ما ساهم في إتقاني للغة سريعا. وهناك تعرفت على أصدقاء أعتز بصداقتهم إلى اليوم ومنهم النحات المصري العالمي محمد أمين. كنت وقتها قد بدأت العمل في الصحافة، في مجلة روز اليوسف أولا ثم صحيفة العالم اليوم. فساعدت مع مجموعة من الطلبة في تحرير مجلة المركز باللغة الإسبانية. وبعد ثلاث سنوات من الدراسة المتواصلة حصلت على دبلومة اللغة الإسبانية كلغة اجنبية (DELE)، تلك الدبلومة التي تمنحها جامعة سلامنكا في إسبانيا. كل هذا حدث بسبب جملة قالها شقيقي أكرم، لكنها شكلت حلم ومستقبل.. وعندما عملت في الصحافة اخترت الانتماء اليه، كان معروفا في الوسط الفني الذي عمل فيه لعدة سنوات باسم أكرم عبد اللطيف، فقررت أن أكون هايدي عبداللطيف وليس هايدي إبراهيم مثلا، وظللت لسنوات كلما قابلت من يعرفونه أو عملوا معه أقول لهم بفخر أنني شقيقته الصغرى. لكل هذه الأسباب وغيرها الكثير أهديت كتابي " على خطى هيمنجواي في كوبا" : إلى شقيقي الأكبر أكرم أبي الثاني ومعلمي الأول الذي رسم ملامح مستقبل أوصلني إلى كوبا..
