وصف الكتاب:
قال أديب العربية الشيخ علي الطنطاوي في "ذكرياته" (3/ 326) في معرض حديثه عن الشيخ زهير الشاويش: "أحد العشرة الذين قابلتهم في حياتي، من أذكى الأذكياء، صار نائباً في المجلس النيابي، وأقبل على النظر في الكتب، وعلى مجالسة العلماء وإقتباس كل نافع يسمع به أو يقرؤه، كان واسع الإطلاع، يضم إلى ما رآه ما سمعه، ويستودع ما سمع ذاكرةً قويّةً يؤيدها - كما يبدو - بمذكرات بكتبها، وكان كما قلت من أذكى الأذكياء الذين عرفتهم في حياتي، فصار عالماً يرجع إليه ويُعتمد عليه، ورزقه الله تعالى منزلة، وصارت له مكتبة كبيرة فيها نوادر المخطوطات... وهو العالم الفاضل زهير الشاويش". وكما للمؤرخ زهير شاويش بشأن كبير، كذلك لمكتبة الكبيرة التي تغنّى بغناها العلماء والمفكرون، وهي التي قلّ أن اجتمع لأحدٍ من المعاصرين مثلها، فقد كان له عزامٌ بالكتب، حيث تعدّ مكتبة من أعظم المكتبات الخاصة في البلاد العربية، فيها نفائس المطبوعات النادرة، وفيها المخطوطات والمصوّرات والدوريات والوثائق ذات الشأن. وقد كان يبذل هذه المكتبة للعلماء وطلبة العلم، يرجع الدارسون فيها إلى دوريات وكتب تلبي حاجاتهم، بالإضافة إلى ذلك فقد كان لمكتب النشر الذي أقامه أولاً في دمشق ثم امتدّ إلى بيروت أثرٌ كبير في إذاعة العلم، وتيسيره تأييد مذهب السلف، فهناك عدد من المراجع الضخمة التي كانت حبيسة خزائن المخطوطات، طُبِقَت في هذا المكتب لأول مرة، وحُقِّقَتْ وخُدقتْ، وأصبح في أيدي طلبة العلم، منها، على سبيل المثال: "روضة الطالبين" للإمام النووي، وكتاب "شرح السنّة" للإمام البغوي، وكتاب "زاد المسير" للإمام ابن الجوزي، مع العناية بتخريج الأحاديث غالباً، وقد كان لهذا المكتب فضلٌ في أن تخرج فيه عددٌ من المحققين. ويقول الشيخ زهير الشاويش في معرض كلامٍ له حول بدايات تأسيس خزانته النادرة العامرة: لما رجعت من فلسطين عام 1949م، كان والدي ميسور الحال، وكان أبو جعفر أخو الشيخ محمد ناصر الدين الألباني عنده وكان لبيع الكتب والتجليد في دمشق، وكان يشتري الكتب الدراسية القديمة ويُصلحها، ثم يبيعها من جديد بأسعارٍ أقلّ من الحكومة، وذات مرة كنت جالساً عنده فجاءه شخص يريد كتباً مدرسيّة، ولما أعطاه الكتب، قال له الرجل، كم المبلغ؟ فأخبره، فأخرج الرجل كتاباً وقال له: خذ هذا الكتاب عوضاً عن المبلغ، فرفض أبو جعفر هذا العرض، وأخبره أنه يريد مالاً مقابل الكتب المدرسية، فقلت الرجل: أعطني الكتاب، وأعطيته المبلغ المطلوب، وقلت لأبي جعفر: أعطهِ الكتاب، وزِدْهُ نسخة من كتاب رياض الصالحين، ففرح الرجل، ولما رجعت إلى البيت تصفّحتُ الكتاب، فإذا هو مخطوطة مُذَهّبة لكتاب اسمه "أيها الولد" للشيخ أبي حامد الغزالي، وهو كتاب قيّم قمت بطبعه بعد ذلك في المكتب الإسلامي، ومن يومها بدأت يجمع ما يباع عند الدلاّل عن كتب مستعملة، وفيها مخطوطات كثيرة، وهكذا بدأت بشراء مكتبات كاملة من أصحابها، كمكتبة آل الشطّي الحنابلة، ومكتبة آل عابدين، ومكتبة الأتاسي، ومكتبة العطار، ومكتبة آل الكزبري مشايخ الحديث... وغيرهم كثيرون، حتى أصبحت أملك الآن - بحمد الله - أحد عشر ألف مخطوطة / 11000/، وفي كل أسبوع يتصل بي أناسٌ يطلبون منى تصوير شيء من المخطوطات التي عندي للإستفادة منها علمياً، ولم أبخل على أحد منهم في ذلك، وعلى الأخص الجامعات والكليات الشرعية في بلاد الحرمين... ومن بين هذه المخطوطات يوجد قرابة 300 مخطوطة مصوّرة، وهي من المخطوطات النادرة، وهي في حكم المخطوطات الأصلية... حول هذه المكتبة... ومواضيع أخرى تتعلق بالعلامة الشيخ زهير الشاويش يأتي هذا الكتاب حيث يدور الحديث حول إحتفال الإثنينية بجدّة بالشيخ زهير الشاويش، وإهتمامه بشيخ الإسلام ونشره لبعض مؤلفاته والكتب المترجمة له، كما وحول مكانة مكتسبة وبذله لها لأهل العلم، وثناء العلماء على الشيخ زهير، وبذله مخطوطاته للعلماء والباحثين، وتاريخ تأسيس خزانة المخطوطات، وترجمة أبو جعفر الألباني مجلد الكتب، ثم حول لقاءات الشيخ زهير الشاويش بالعلماء، وتلقب الزركلي له بـ "شيخ الرجال"، وحول علاقته بالشيخ الطنطاوي، ولقائه بالشيخ الهلالي، وحول مكانة بيت آل الشاوش في دمشق... بالإضافة إلى مواضيع أخرى عديدة كلها تسلط الضوء على مكانة الشيخ الشاويش العلمية، والدينية، والشخصية...