وصف الكتاب:
تبدأ الرواية بالحديث عن الوقت المرهق على جدران غرفة ميلاد، طبيب التجميل المشهور الذي تقصده النساء الثريات من كل الأنحاء، ليرممن ما أتلفه الزمن على وجوههن، فيقوم هذا المختص بتصميم لوحة جميلة متناسقة، لم يستطع ميلاد طبيب التجميل البارع في مهنته والذي ملأت شهرته الآفاق أن يرسم الابتسامة الجميلة الممتنة على وجه زوجته لما قدمه لها من سعادة ونعم أو أن يغير شيئاً من تفاصيل هذا الوجه… حتى إنَّه كان يشعر أنَّ الزمن اقتصَّ منه بأن وهبه زوجة تحب النكد والمال، وتفتقد حبّ الحياة والمشاركة والقلب الَّذي يحتوي الحب والروح، حبها أعمى بصره وبصيرته، فهي لوحة فائقة الجمال، وقع في براثنها بكل سهولة، تزوجها، متغاضياً عن عيوبها، وماضيها الَّذي لم يبحث عنه أو يعرف عنه شيئاً، وأنانيتها، وقذارتها، وخيانتها. أجهضت حلمه المنتظر في إنجاب طفل ينسيه حزنه ويجد فيه الحب الَّذي افتقده في قلبها. غادر منزل الزوجية، ينشد السلوان في مرتع طفولته، بيته القديم، وسريره الخشبي سرير البراءة والطفولة، لينسى الهم والحزن الَّذين خيَّما على قلبه.. تقتل زوجته، ويُتهم بقتلها، ويُسجن لفترة قصيرة، ولكنه يُبرأ ويخرج من السجن، بمساعدة ممرضته لين وشقيقه منير، الذي عارض زواجه من سمر. غادر حياة الرخاء والمال والبيت الفخم والفراش الوثير، يشارك المتشردين رصيفهم، وبردهم وشقاءهم، ويستمع إلى قصصهم، فتقوده الأقدار، لفلاحة فقيرة، يصطدم بها من دون قصد، ويفسد لها بضاعتها، تلحق به، وتشاركه طعامه، وتهبه نفسها بعد أن تقنعه بأنَّها تمارس العهر منذ زمن، وقد اعتادت على ذلك، وتغادره مخلفة في قلبه فراغاً كبيراً، وأسئلة كثيرة تحتاج إلى إجابة، لقد أعادت المال الَّذي أعطاها إياه تعويضاً عن الجبن والحليب وما أفسده لها حين اصطدم بها، مما أثار استغرابه أكثر أنها لم تكن عاهرة، كما زعمت بل كانت عذراء.. شغل هذا الأمر تفكيره فقرر البحث عنها.. بينما منير ولين يغرقان في قصة حب لطيفة، يتزوجان ويغادران البلد، بعد أن يعترف منير لشقيقه بقتل سمر الَّتي ابتزته بأفلام وصور قديمة وقررت فضحه إذا لم يمارس معها الرذيلة. تمضي أحداث القصة على صوت نبض يبحث عن الحب في شخصية ميرنا تلك الفتاة النبيلة الَّتي التقاها في تشرده، وتزوجها على الرغم من اختلاف عقيدتهما.. ميرنا تؤمن بالحلم لحل أمورها، فيقوده الحلم أيضاً إلى معرفة والدته الحقيقية، عند ذلك يعرف سرَّ اهتمام والديه به أكثر من شقيقه..