وصف الكتاب:
يناقش هذا الكتاب مسألة على درجة عالية من الأهمية والخطورة، هي مسألة الحزب السياسي، بصفته فاعلاً اجتماعياً - سياسياً، وبنية مؤسسية، ذات وظائف محددة وأهداف واضحة، يشارك الحزب، بهاتين الصفتين: الفاعلية والمؤسسية، مشاركة إيجابية أو سلبية، في عمليات التشكّل الاجتماعي، التي لا تتوقف، ولا تكتمل، ويحفز في القوى الحية، في بيئاته المحلية وفي المجتمع الكلي، قابلية "التحسن الذاتي"، التي يمتاز بها الإنسان من سائر الكائنات الحية، أو يخمدها. ومن هنا تتأتى أهميته وخطورته وضرورة البحث فيه، على النحو الذي تبحث فيه الظواهر الاجتماعية - السياسية، ببعديها الزماني والمكاني، التاريخي والكوني. فإذا كان الحزب، كالماء، يتلون بلون الإناء الذي يكون فيه، فإن بين الأحزاب المختلفة اختلافات شتى وخصائص مشتركة، لا يجوز التغاضي عنها، لدى دراسة أي حزب بعينه في مجتمع بعينه، لذلك يرى الكاتب أن دراسة الأحزاب السياسية الأوروبية، وارتباطها بالنظم السياسية، ومدى تأثيرها في الحياة الاجتماعية والسياسية في دول الاتحاد الأوروبي، بوجه عام، وفي البرلمان الأوروبي بوجه خاص، من شأنه أن يبين الخصائص المشتركة بين الأحزاب السياسية القائمة في مختلف المجتمعات، على اعتبار أن هذه الخصائص المشتركة عناصر أولية لنظرية في الحزب السياسي، وفي المجتمعات الحديثة.