وصف الكتاب:
يختلف مفهوم المعنى اختلافا بَيِّناً تبعا لاختلاف الحقول المعرفية التي تنهض بدراسته. كما أن هذا المفهوم قد يتباين في الحقل المعرفي الواحد؛ نظرا إلى تنوع منازع الدارسين وتباين مناهجهم في الدرس والمقاربة. وليس النحو العربي بدعا في كل ذلك؛ إذ لم يصدف نحاتنا عن توظيف لفظ المعنى بدلالات متنوعة تشي بعدم استقرار مفهومه في الوصف والنظر. كما أن بنية الجهاز المصطلحي النحوي ارتكزت في تكونها على المعنى الذي زاحم التركيب والإعمال في ذلك. ويعتبر إمام النحاة في "الكتاب" حامل لواء نحاة العربية في هذا الميدان. انصرف الجهد في هذا الكتاب إلى رصد طبيعة مفهوم المعنى عند سيبويه في "الكتاب"؛ بتتبع دلالات لفظ المعنى واستعمالاته المختلفة، وما اصطنعه إمام النحاة من أنماط للمعنى، وما خلعه عليه من أوصاف. كما نهض هذا الكتاب بالكشف عن مكانة المعنى في صوغ مصطلحات مفاهيم النحو في "الكتاب". كشفت نتائج البحث في هذا الكتاب عن تجاذب كثير من دلالات المعنى لمفهوم المعنى عند سيبويه؛ إذ تتنوع هذه الدلالات تنوعا لافتا يشي بعدم استبداد دلالة واحدة بنظر سيبويه في بنيات العربية. كما خلصنا إلى حرص صاحب "الكتاب" على التماسِ أوصاف كثيرة خلعها على المعنى تبعا لظروف تركيبية وأخرى سياقية تجعله مختلفا، واصطناعِ أنماط للمعنى لا تنفك من إسار التداخل والتأثير والتأثر تبعا لتنوع متطلبات الاستعمال اللغوي والتحليل النحوي. وقد وظف سيبويه ثنائية اللفظ والمعنى بدلالات متنوعة ضابطها تنوع توظيفات إمام النحاة لطرفيها في النظر والتحليل. وقد انتهينا كذلك إلى أن للمعنى يدا طولى في التأسيس للمصطلح النحوي في "الكتاب" تبوئه مركزا ينافس حضور التركيب والإعمال؛ إذ تنوع إسهام المعنى في بناء المصطلح النحوي؛ فنجد المعنى مشاركا التركيب في صوغ مصطلحات النحو حينا، ومستأثرا بذلك أحايين أخرى لقد غير الوسيط الالكتروني خارطة العالم المعرفية والعلمية ، فأثر على جميع المجالات الحياتية ، بما فيها الابداع فيها الابداع الأدبي ، فقد شهدت الساحة الأدبية حراكآ ثقافيآ يتخذ وجهة جديدة من خلال محاكاة تجارب جديدة في الكتابة الحديثة تسمى بالرقمية والتي طرحت نفسها بقوة لتظهر موجة من التغَيير في البنية الذهنية الكتابية .