وصف الكتاب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد : فهذا كتاب تطمح له البصائر قبل الأبصار ، وبه تدرك القلوب مافاتها على قِصر هذه الأعمار . يحقُّ أن يكون بياناً يكشف أسرار الطريقة الغزالية ، وبه تُدرك اندراجها من أوجهٍ عديدة بالمضاهات الأكبرية ؛ إذ جمع فيه مؤلِّفه فرائدَ هذه المقاصد ، وأسَّس فيه طريق المعرفة الخاصة لكلِّ صادق قاصد . فلم يكن اختصاراً لـ(( الإحياء )) كما اشتهر به العلماء ، لكنه تجريد لمقاصد الإمام من جميع كتبه ، وهذا هو السر الذي تقصده الألباء الأصفياء . ألَّفه الإمام العراقي بعدما شكا له أحد الإئمة من شيئين وجدهما في كتب حجة الإسلام الغزالي : الأول : غموض معانيه، وغرائب ألفاظه ومبانيه. الثاني : أنه متى عرض له تحقيق في كتاب.. أعرض عن إتمامه، وأحال على بعض كتبه بالجواب. فأسعفه الإمام العراقي بمطلوبه بعد شدة الاعتذار والإقالة ، وألَّف له هذا الكتاب بتوفيق عجيب من الله تعالى. قال عنه مؤلِّفه الإمام العراقي تلميذ حجة الإسلام الغزالي : ( جمعتُ فيه العلومَ التي فرَّقها الإمامُ أبو حامد رضي الله عنه في تصانيفه الكثيرة ) . ولذا كان اسماً على مسمى : ( الذخيرة لأهل البصيرة ) فسبحان مَن أذن بخروجه بعد كتمان ، وسمح بظهوره بهذا الزمان . نسأل الله التوفيق والمزيد ، إنَّه حميد مجيد . أقول لسالكٍ نهج البصيرة.. تعلَّق بالحقيقة في الذخيرة فقد جمع المقاصد فيه جمعاً تريك الحق في عين قريرة بتصرف من مقدمة محقق الكتاب أحمد بن سهيل المشهور