وصف الكتاب:
عنوانٌ غريب لرواية غريبة. فإضافة كلمة "ازدهار" المنتمية إلى الحقل المعجمي للتجارة، إلى كلمة "السّحايا" المنتمية إلى الحقل المعجمي للدماغ البشري لا تشي بمتن الرواية، وإن كان العنوان والمتن يتّفقان في الغرابة. لذلك، وخلافاً للاتجاه الصحيح للقراءة من العنوان إلى المتن، يكون علينا أن نسلك الاتجاه المعاكس من المتن إلى العنوان لفهم الثاني، واستطرادًا الأوّل. يتبيّن لنا، خلال هذه العمليّة، أنّ "ازدهار السّحايا هو المرض الذي كان في أساس التحوّل القرودي البشري نحو القرودي القرودي" (ص 18)، وأنّه "تحوّل المصير إلى حركة وحيدة للدماغ" (ص 22). وأنّه "يُطلق موجاته العصية على المعنى دون لغة بل دون سياق..." (ص 37)، وأنّه "أنتج كبريات الآثار العالمية: الأهرام، سور الصين العظيم، الميتولوجيا اليونانية، الشعر العربي، الولايات المتحدة الأميركية، المرأة، وشلاّلات نياغارا حيث وُلِدَ التحوّل الأوّل" (ص 20، 21). هكذا، تجمع هذه المقتبسات المتنية بين الماهية والوظيفة والحصيلة، في آن واحد. وتتقاطع عند مفهوم "التحوّل" وما يترتّب عليه من إنتاجٍ حضاري. في المتن، تبدأ الرواية برؤية البطل الطريقة الأنيقة التي تقشّر بها القرود الموز، في مدينة جيبور الهندية، وتنتهي بالتحاق الكاتب، الذي تحوّل إلى شخصية روائية، بشخوص روايته المنتحرة، بعدما فقد...