وصف الكتاب:
جاك دريدا (1930- 2004) الفيلسوف الفرنسي مؤسس المقاربة التفكيكية وأحد رواد مفكري ما بعد الحداثة، يعرف التفكيكية على أنها أسلوب فهم العلاقة بين النص والمعنى، فيعمل على ربط قراءات النص بما يناقض المعنى المقصود أو الوحدة الهيكلية لنص معين. وهنا في كتابه (حمى الأرشيف الفرويدي) يعمل على تفكيك مفهوم الأرشيف عند مؤسس علم التحليل النفسي سيغموند فرويد (1856- 1939) وكشف مكامنه التفكيكية: " إن علم الأرشيف لا بد أن يشمل نظرية هذه المأسسة instiutionalization, أي بمعنى علم القانون الذي يبدأ بنقش ذاته هناك, وعلم الحق الذي يخوله. هذا الحق يفرض أو يفترض حزمة من الحدود التي تمتلك تاريخاً, تاريخاً قابلاً للتفكيك tructabledecons, وحدوداً على التفكيك الذي لم يكن التحليل النفسي غريباً عليه, على الأقل. تمتلك الفرضيات سمة مشتركة. إنها جميعاً تُعنى بالانطباع impression الذي يتركه, برأيي, التوقيع الفرويدي THE Freudian signature على أرشيفه الخاص, على مفهوم الأرشيف والأرشفة؛ أي, بمعنى آخر, بشكل معكوس وكنتيجة غير مباشرة, على التأريخ historiogiograohy. ليس فقط على التأريخ بشكل عام, وليس فقط على تاريخ مفهوم الأرشيف؛ بل ربما أيضاً على تاريخ تَشَكُّلِ مفهوم ما بشكل عام. إننا نقول في الوقت الحالي التوقيع الفرويدي لكي لا يتعين علينا أن نفصل بعدُ بين سيغموند فرويد, اسم العلم, من ناحية أولى, وبين ابتداع التحليل النفسي, من ناحية أخرى: مشروع المعرفة, مشروع الممارسة, ومشروع المؤسسة, الجماعة, الأسرة, الإسكان, الاستيداع, "البيت" أو "المتحف" في الوضع الراهن لأرشفته. إن ما نحن بصدده إنما يقع بالضبط بين الاثنين. "