وصف الكتاب:
ذات حينٍ من عقد التسعينات من القرن الماضي، أقدمت حركة طالبان، وكانت في بداية تشكلها كفرع لمنظمة القاعدة التكفيرية في أفغانستان على تدمير تماثيل بوذية على سفح جبلٍ أفغاني، يزيد عمرها على خمسة آلافٍ من السنين، ولم تشفع لها توسلات و احتجاجات ملايين البشر و المنظمات الإنسانية في مختلف أرجاء الكون..! وحدهم البوذيون بقوا صامتين لم يصدر عنهم أي احتجاج، أو توسل، وتقبلوا تدمير تماثيلهم الدينية برضا و سلام..! من يطلع على كتاب «تعاليم بوذا» في نسخته العربية، الصادر عن دار الحوار في اللاذقية، أحسبُ أنه سيصل إلى تفسير لردة الفعل هذه التي تقبلت الاعتداء الديني من الجهة التكفيرية المذكورة، تلك التعاليم التي أعدها بوكيو ديندو كيوكا، وترجمها الدكتور عبد الجليل جواد، أول ما تؤكد عليه هو الابتعاد عن شرورٍ خمسة في العالم، أولها: القسوة، من هنا كان «الحنان» هو ديدن هذه العقيدة الفلسفية، بل أنّ البوذية تعني أن يكون الإنسان حنوناً حتى على أعدائه..