وصف الكتاب:
قبلها.. قلت مقال ع الماشي عن الفيلم العجيب (خللي بالك من زوزو) بعدها.. قلت انتهينا. لكن لا. فالفيلم السحري قد توغل في وجداني وداعب نخاشيشي. وقتها.. كنت مستغرقا في رواية بقالها شهور. فإذا بزغدة في كتفي الأيسر فأنظر يسارا لأجد القمورة زوزو تقف تتقصع هي تمثل الغضب ولا تتكلم. أعود للرواية، فإذا بزوزو تأتي من اليمين ضاحكة وتضع كفيها على بورد الكومبيوتر وتعزف عليه وكأنه بيانو! أعود بمقعدي للخلف وأنا مذهول.. بوستر فيلم (خللي بالك من زوزو) أحتل شاشة الكومبيوتر! أتقدم بمقعدي متحديا وامحوا البوستر وأركز على روايتي، فتأتي لي شخصية زوزو بلحمها وشحمها وتجلس على حافة المكتب وتنظر لي نظرة تحدي، ثم تضحك وتقوم وترقص حول المكتب وتغني.. -خللي بالك من زوزو. اسمع غناها .. وافهم لغاها. دى زوزو دى كلام هنعوزو. أتجاهلها فأسمع ضحكة صلاح جاهين الساخرة، وهو يضرب كفا بكف! بعدها صوت حسن الإمام يقول آمرا.. -أنا فيلمي ده، ميصحش تكتب عنه مقال وتبعد. عيب. الفيلم يحتاج كتاب. تكون إجابتي المفحمة لزوزو وجاهين وحسن الإمام.. -أنا أديب ولست ناقدا سينمائيا، وما سيتبقى مني هو إبداعاتي القصصية والروائية والمسرحية. مالي أنا ومال السينما؟ أعود للرواية فإذا بزوزو تقفز وتحتل شاشتي وترقص وتغني في متواليات سريعة، ثم تحتل الشاشة بوجهها المبتسم المفرح وهي تضحك واثقة من نفسها، وتخرج لي لسانها في تحدي ثم تختفي. فقلت بصوت عال لتسمع زوزو التي ابتعدت.. -كيف سأكتب كتابا عن فيلم واحد يا زوزو؟! فعاد لي مخرج الروائع ووقف أمامي في هيئة أستاذ عليم وقال في حزم.. -الفيلم بما فيه من جماليات، وبما أحدثه من عواصف النقد، يستحق كتاب وأكثر، فلا تظلمني كما ظلمني الكثير من النقاد. ابتعد حسن الإمام غاضبا، فـأتت لي بيسة العالمة في الفيلم واللي قامت بالدور الظريفة "نبيلة السيد" لقيتها قاعدة على رصّة الكتب اللي جنبي، وقد أمسكت بشاربها غير المتواجد وتقول وهي تتقصع.. -أحلق شلبي لو قدرت تسيبنا وتهرب. تزيحها نعيمة ألماظية "تحية كاريوكا" وتتقدم ناحيتي في خطوات رزينة واثقة لتأمرني.. -سيب اللي في إيدك واكتب عن فيلمنا. نفذ الكلام وبلاش لماضة. وهنا تأكدت أن مشاعري الأدبية والفنية هي التي أتت بكل تلك الخيالات الزُوزوِية، مشاعري انحازت تماما لكتاب عن هذا الفيلم الغريب العجيب المريب (خللي بالك من زوزو) ونفسي الفنية الأدبية بعد الهجوم الزيزوي أقنعتني بأنه من المستطاع كتابه كتاب كامل عن هذا الفيلم. فأبعدت ملف الرواية وصحت صيحة ارشميدسية.. وجدتها.. انها كتاب (رائعة.. خللي بالك من زوزو) وتوكلت على الله وكتبتها. ياترى حتكون حلوة ولا ملتوتة؟! يارب خير حجاج أدول