وصف الكتاب:
هذه المحاولة النقدية قراءة في الروايات العربية من منظر التحليل النفسي, انطلاقا من مفهومات نفسانية, ومن أسئلة وافتراضات, لم تجد طريقها إلى النقد الروائي العربي إلا قليلا, ومن اهمها: ماذا عن العلاقة بين الروائي والعائلي؟ أليست المتابة الروائية هي هو هذا البحث الدائم في المسألة العائلية؟ ألا يبدو وكأن الرواية لا تعيد في كل مرة إلا بناء أو ابتكار محكي انتساب عائلي؟ وهل يتعلق الأمر بالانتساب العائلي بحصر المعنى (أي الانتساب البيولوجي الاجتماعي..), أم ان هناك دائما رغبة في الانتساب إلى تراث أدبي روائي سابق؟ وأصلا, هل يمكن الحديث عن أي أدب روائي حقيقي خارج الذاكرة الأدبية الروائية التي ينتمي إليها, أو التي يريد أن ينتسب إليها؟ تلك أسئلة أساس تطرحها هذه المحاولة النقدية, وهي بذلك تريد أن تساهم في هذا التحول الذي يعرفه النقد الروائي المعاصر الذي عاد لينشغل بمسألة أصل المحكي ومصدره, وليركز اهتمامه على خطابات روائية تستعيد الذات, وتسائل وضعها وهويتها وغيريتها, وتسائل مرجعياتها وأصولها, وعيا منها بأن الذات ليست كائنا” مستقلا, وليست كائنا” من دون محددات.. لا يمكن أن نقارب نماذج من الرواية العربية بمثل هذه الأسئلة من دون أن نستند إلى نصةص أساس في التحليل النفسي ( سيجموند فرويد ), وأن لا نأخذ بعين الاعتبار دراسات كشفت لى أي حد يخترق العنصر العائلي الكتابة الروائية في العمق ( مارت روبير ), وأن لا ننفخ على هذا الورش الطموح الذي دشنه جيل جديد من النقاد ( دومينيك فيار, لوران دومانز…) لافتا” الأنظار بنوعية القراءات المقترحة, وبتلك الجدة في التصوير النظري والنهجي, في حوار متواصل بين النصوص الروائية والنظريات السردية ونظريات التحليل النفسي.