أبناء العاصفة
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
كانَتْ لهجةُ الباشمهندس شاكر عبد الفضيل مُستنكِرَةً حادَّةً وهُوَ يمنعُ قريبَهُ «أسطى القَصِّ» يوسف شعلان صاحبَ أقْدَمِ خبرةٍ في «مصنعِ شوشو لملابسِ الأطفالِ» مِنْ تَشْغيلِ أسطوانةِ المِقَصِّ الكهربائيِّ الحادَّةِ قبلَ أن تبدأَ في الدَّوَرانِ لِقَصِّ عِشْرينَ طبقَةً تمَّ وضعُها فوقَ بعضِها من أقمشةِ «الكستور» الشتويةِ. ولأنَّ عمَّ يوسف اعتادَ منذُ افتتاحِ المصنعِ قبلَ سبعِ سنواتٍ مُواجَهةَ مِثْلِ هذه الثَّوْرَةِ من قريبهِ المهندس شاكر صاحِبِ ومُديرِ المصانعِ، فقد قالَ في هُدوءٍ: «المدام» طلبَتْ تعديلَ ألوانِ أقمشةِ «الموديل» الجديدِ... وكأنما قد مَسَّ وترًا حسَّاسًا لدى المُهندِسِ شاكر الذي انْفجَرَ صائِحًا: «أنا المُديرُ هنَا وليسَ السِّت! وقد أمرْتُكَ بعدمِ استخدامِ هذا اللَّوْنِ في «الفساتينِ» التي يُنتِجُها المصنعُ حاليًّا!». واستمرَّ يوسف في السيطرةِ على نفسِهِ، فقد مضَتْ سنواتٌ وهو يُعانِي منَ الأوامرِ المُتضاربةِ التي يتلقَّاها مرةً من المُدير ِومرةً من «السِّتِّ»: «ظننْتُ أنكما اتفقْتُما على استخدامِهِ....». صاحَ المُهندِسُ شاكر: «مصانعُ صباغةِ الأقمشةِ لم تَعدْ تُنتِجُ هذا اللَّوْنَ.. يقولونَ إنه راكدٌ وإن السوقَ لا يُقبلُ عليه! إذا استخدَمْناه الآنَ فلن نجدَ ما يحلُّ محَلَّهُ في أزياءِ المدارسِ التي سنبدأُ في إنتاجِها قريبًا!». وكادَ يوسف يقولُ: «سأتوقَّفُ عن العملِ إلى أنْ تَتَّفِقا على رأيٍ»، لكنه كتمَ العبارةَ في حلقِهِ!!.
