وصف الكتاب:
تضمن الكتاب نصوصا من فئة الأدب الساخر يسبر فيها أغوار المجتمع السوري بحنكة لانجدها عادة إلا لدى كبار الكتاب ورغم الطابع اللاذع لنصوصه التي تترك دمعة في أعين من يقرؤها وبسمة على شفاهه إلا أن مرارتها مستمدة من مرارة واقعنا وهو تنطق بشفاه جراحنا.. ولعل السمة المميزة لنصوص العامر قدرتها على ادهاش القارئ واثارة الكثير في عقله ووجدانه رغم قصرها النسبي. وهي تحدث عصفا ذهنيا من خلال طرح زاخم لجملة من التناقضات التي نعيشها كسوريين على المستوى السيكولوجي الجمعي. وبعين الغيور على المصلحة الوطنية والتي لايمكن أن تتحقق دون الأدباء بصفتهم التاريخية كرافعة للوعي الجمعي وسدنة للريادة والنهوض والتقدم.. بكل هذا الدوافع عمد الأستاذ سعيد البرغوتي إلى إدارة عملية جمع وطباعة الكتاب وتحصيل الموافقات اللازمة له كي لايضيع هذا المحتوى القيم في الفضاء الفيس بوكي.. خاصة وأن الكثير الكثير مماتطبعه المؤسسات الثقافية الرسمية وغير الرسمية في سورية حول ما يمكن أن ندعوه بأدب الحدث ، لايعدو كونه حالة كورالية للتكريس لأيديولوجيا سائدة .. وجل ماكتب حول الحرب في سورية حول العالم ومن قبل مختلف الجهات والفئات التي تحمل أو تزعم أنها بشكل أو بآخر تمثل الشعب السوري أو تطلعاته.. جل مانشر هو حالة من “العور” حيث يتم النظر بعين دون النظر بالأخرى ومن المعروف أن الأعور لايرى أبعاد الشيء الحقيقية بل يرى المشهد مسطحا.. ومن هنا تبرز أهمية مايخطه الكتاب الصادقين المثقفين بعمق كالأديب زياد العامر وما يقوم به القلة القليلة من الجيل الأكبر من أمثال الأستاذ سعيد البرغوتي من تقديم العون للكتاب الشباب .. فكما ضحى البطل يوسف العظمة بحياته كي لايقال أن الفرنسيين احتلوا سورية دون أن يجدوا من يقف في وجههم كذلك يقدم البرغوثي وأمثاله الجهود كي لاتكون سورية قد تعرضت لمؤامرات كبرى دمرتها مستثمرة أكثر ما استثمرت في الجهل المتفشي بين أبنائها دون أن يخرج الشعب السوري بما من شأنه النهوض بوعيه الجمعي وتحصينه.. ويقال دمرت سورية ولم يخط أدباؤها غير الهذر الأيديولوجي والعصاب وأهازيج نصر لم يكتمل. باختصار مبارك للشعب السوري هذا الكتاب والذي هو من فئة قليلة من الكتب الموضوعية والقيمة والتي تمارس النقد الذاتي وهو أكثر أصناف النقد البناء.. عوضا عن الردح للغرب الذي لن يتغير من جهة مطامعه بنا. وقد جاء على غلاف الكتاب بقلم المؤلف: سبعة فاصلة اثنين وستين هو عيار جف البندقية الروسي الكلاشنكوف.. هذا العيار الذي لايخفى على أي سوري ، العيار الذي تلقنه كل السوريين منذ الصغر ، العيار الخفيف عسكريا ، الثقيل مدنيا ووطنيا.. إلى هذا العيار أهدي ألمي هذا هذه البلاد عبارة عن كلاشنكوف وكل مافيها ” عيار جفه ” سبعة فاصلة اثنين وستين.. زمامير سياراتها.. أفواه خطبائها.. أصابع موتاها.. حناجر مطربيها.. قصبات ناياتها.. طول ثمارها.. سنابل قمحها.. كلها تملك العيار نفسه ” 7. 62 ” ولايعتبر ياسمينها وجوريها خارجا عن هذه القاعدة.. علينا أن نعترف خرجنا من السبطانات وليس من أرحام نسائنا.