وصف الكتاب:
يعتبر العنصر البشري في أي مؤسسة بمثابة رأس المال الحقيقي والمُحرك لباقي العناصر الانتاجية, كما ويُنظر اليه على أنه استثمار طويل المدى في المؤسسات على اختلاف أعمالها سواء كانت صناعية- تقدم سلعاً- أم خدمية, ويُعتبر أيضاً من أهم المرتكزات الرئيسية في نجاح المؤسسات, لهذا فما يهمنا في هذا الكتاب تناول كافة القضايا والمتغيرات المتلاحقة ومتطلبات الاصلاح الاداري والاقتصادي والاجتماعي المنشود وكل ما يهم المؤسسات من أجل رفع وتطوير كفاءاتها البشرية. لقد شهدت الادارة الحكومية إقليمياً بشكل عام ومحلياً وعلى مدى السنوات الماضية أحداثاً وتطورات متسارعة وتحديات سياسية واقتصادية واجتماعية بفعل ظاهرة العولمة, وثورة الجودة الشاملة, والثورات المعلوماتية والتكنولوجية وتقنياتها في مجال الاتصالات المتسارعة التي صاحبتها إرهاصات الربيع العربي وزيادة توقعات المواطنين واحتياجاتهم من الخدمات العامة المتنوعة بصورة تتصف بسرعة الاستجابة والجودة العالية, كل هذه الموجبات مجتمعة حدت بالدول لتبنّي تحولات جذرية مهمة أسهمت في التحديث والتطوير في جميع مجالات لإدارة الحكومية مدعومة بإرادة سياسية واضحة التوجهات. لكن هذا التحديث والتطوير لا يزال دون مستوى الطموح ويتطلب مزيداً من التغيير وذلك لبروز الحاجة الى تبنّي اتجاهات حديثة معاصرة في جميع جوانب المكونات الرئيسية للإدارة الحكومية.( الطعامنة, 2016 ). لهذا أصبح من الضروري التطوير والتحديث للإدارة في المؤسسات الحكومية عامة والتربوية خاصة, حيث يعتبر موضوع إدارة المورد البشري من الموضوعات الحديثة, ونتاج لهذا التطوير والتحديث على المستوى الاقليمي والمحلي, وذلك نظراً لحداثة هذه الادارة في المؤسسات بشكل عام والمؤسسات التربوية بشكل خاص. فهناك العديد من الأسباب التي دعت إلى الاهتمام بإدارة المورد البشري, كونه يُعد في أي مؤسسة الكنز الذي لا يفنى، وكونه المسؤول الأول عن عملية البناء والأعمار والتحديث، فهو بلا منازع مصدر الإبداع والابتكار والرقي والنمو في كثير من مؤسسات الدول المتقدمة, حيث لا يمكننا كدول نامية مواكبة هذا التطوير والتحديث إلا بسواعد الموارد البشرية المؤهلة صاحبة الكفاءة والفاعلية.