وصف الكتاب:
تأتى رواية "كل الشهور يوليو" فى 36 فصلا منحها الكاتب أرقاما، من دون عناوين فرعية أو إشارات وأسماء أبطال ووقائع، فى ملمح يُعزز الانطباع المرتبط بالتوثيق وتتبع التسلسل التاريخى، رغم أنه لا يمضى بأحداثه فى مسار خطى تقليدى على امتداد الحكاية، ويعتمد تنويعات سردية وحكائية تُمثل طبقات أو مستويات متدرجة ومتجاورة من القصص والحكايات، أو زوايا النظر وفق طبائع الشخوص ومنعطفات الدراما. يبدو الملمح الأكثر حضورا فى الرواية هو الاقتصاد اللغوى، والتقشف إلى حد يلامس حدود التوثيق أو السرد التاريخى المتجرد، لكنه فى القلب من تلك الحالة لا يتخلى عن جماليات اللغة، إذ يستند إلى إيقاع لغوى منضبط ومتسارع، عبر جُمل قصيرة ومتتابعة، واتكاء إلى الأبنية الفعلية التى تُحرك السرد إلى الأمام، وتُضفى حيوية على الحكاية حتى لو كانت مشهدا جامدا أو وجهة نظر لشخصية حبيسة موقف أو تصور عاطفى. إلى ذلك، تحمل الرواية زوايا ربما تكون جديدة على القارئ، حتى متتبعى حكايات ثورة يوليو وما تلتها من مواقف سياسية ومناوشات مع التيارات الأصولية، ويُعيد إبراهيم عيسى من خلال صفحات "كل الشهور يوليو" تحرير كثير من الوقائع على مستوى مجلس قيادة الثورة، وعلاقة تلك الثورة بالشارع، والوقائع الشهيرة مثل المنشية وكفر الدوار وغيرها من مفترقات الطرق ومفاصل حكاية الضباط الأحرار. ومن الأجواء العامة يحمل غلاف الرواية مقطعا من مرتكزات الحكاية، يقول: "خرج الملك فاروق من البحر يضرب الماء غضبا، جفّف بلله وارتدى نظارته السوداء، وقد أخفى حُمرة عينيه وهو يسمع رئيس البوليس الملكى يخبره بأن هناك تمرّدا من قوات للجيش فى القاهرة. ركب الملك سيارة الشاطئ يقودها بنفسه، ودخل إلى مكتبه فى قصر المنتزه، استدعى قائد الجيش، واتصل برئيس الأركان وأمره بالقبض على قائمة من الضباط، ثم صرخ وهو يُملى الأسماء: أول واحد تجيبوه من بيته هو محمد نجيب". وعن الرواية نفسها يقول الناشر: "إبراهيم عيسى فى روايته «كل الشهور يوليو» يُعيد بناء الحقيقة من بين ركام الأكاذيب وزحام الأسرار، وينقذ التاريخ من العواطف، فى رواية الصراع والخداع والحب والكراهية والصدفة والغباء والولاء والخيانة والخبل والأمل، وخطة الفشل التى حققت نجاحا ساحقا".