وصف الكتاب:
يحاول هذا الكتاب تصوير التحول الغريب للعقل البشري الحر إلى مجرد آلة استجابة أوتوماتيكية ، وهو تحول يمكن تحقيقه من خلال بعض الثورات الثقافية في مجتمعنا الحالي ، وكذلك من خلال التجارب المتعمدة ، وسواء كانت من أجل تحقيق خدمة سياسية ، أو أيديولوجية على حد سواء . ولذلك ، فإن اغتصاب العقل ، والقهر العقلي الخفي ، يُعتبران من بين أقدم الجرائم البشرية. بل ولربما تعود بداياتها إلى أيام ما قبل التاريخ ، وذلك عندما اكتشف الإنسان ، ولأول مرة ، من أنه يستطيع استغلال الصفات الإنسانية ، من أجل التعاطف والتفاهم ، ومن أجل ممارسة السلطة على بقية إخوانه من البشر . يعتبر مؤلف الكتاب الدكتور “ميرلو” رجلا استثنائيا وصاحب إنجازات بارزة. ومؤلفًا لثلاثة وأربعين كتابًا وأكثر من ألف مقال وبحث ودراسة نفسية ، ولذلك فقد فاز بسمعة عالمية كمحارب شرس من أبطال معالجي آثار الحروب النفسية ، وخاصةً في أبحاثه الدقيقة حول تقنيات غسيل الدماغ التي تم استكشافها في مسكرات الاعتقال والتعذيب . وعلاوة على ذلك فإنه و منذ أوائل الثلاثينيات ، أثارت اهتماماته واسعة النطاق أثرًا في الكتابات حول نفسية مدمني المخدرات ، والعلاقة بين السرطان والأمراض العاطفية ، والظواهر الزمنية ، ومشاكل الموت والشيخوخة ، وفن الرسم والرقص ، والتواصل بين الأشخاص ، وعلم التخاطر وعلم النفس ومجموعة من المواضيع الأخرى. والتي تحمل جميعها طابعا واسعا من المعرفة ، على الرغم من أن تلك الأعمال ظلت في المقام الأول ضمن مفهوم علم النفس الساوكي .