وصف الكتاب:
بغلافٍ أنيق، وضع رؤيته البصرية الفنان محمد العامري، ونفذه المصمم بسام حمدان، يقدَّم هذا الكتاب الذي يقع في نحو 450 صفحة من القطع المتوسط، محاولة للاقتراب من زوايا محددة تخص الموسيقى وأساطينها في العالم العربي، وعلاقتهم بالمجتمع تأثرًا وتأثيرًا. هكذا تطالع تفاصيل عن دور محمد عبدالوهاب في تحديث الموسيقى الشرقية، والإضافات المدهشة التي أثرى بها بليغ حمدي عالم الموسيقى والتلحين، وألحان سيد مكاوي التي تتسم بخصائص معينة، إضافة إلى عبقرية الملحن والمغني التونسي الهادي الجويني صاحب أغنية «تحت الياسمينة في الليل»، والملحن متعدد المواهب منير مراد الذي سبق عصره، والمطرب العراقي ناظم الغزالي مُجدد المقام وحارس التراث، والصوت الإماراتي الساحر حسين الجسمي، والمغني الكويتي عوض دوخي، الذي حمل لقب «كلثوم الخليج». في صفحات الكتاب يتناول المؤلف أيضًا تفاصيل مهمة عن الأغنيات التي لم تكتملْ أو لم ترَ النور في مشروع أم كلثوم الغنائي، ورحلة فيروز «سفيرتنا إلى النجوم» مع الغناء، ودويتوهات شادية التي تعد أبرز عناوين البهجة. ونطالع تفاصيل موثقة عن العلاقة بين العندليب عبدالحليم حافظ وثورة 23 يوليو 1952، وارتباط اسمه بالثورة عبر سنوات طويلة قدَّم خلالها عشرات الأغنيات الوطنية. يشير المؤلف إلى أن فن الأغنية ليس وليد لحظة متفجرة، بل هو، ككل الفنون الأخرى، أداة من أدوات التعبير عن الذات والمجموع وتجسيد الصراع والنضال الاجتماعي. من هذا المنطلق، يسرد الكتاب أيضًا تاريخ الأغنية الوطنية والسياسية عربيًا وتطورها منذ ظهورها في عصرنا الحديث وحتى وقتنا هذا. وإدراكًا من الباحث لطبيعة الأغنية السياسية أو الثورية التي ظهرت مع وصول النظام العربي إلى طرق مسدودة سياسيًّا وثقافيًا وفنيًا، تطرق هذا الكتاب إلى هذا السياق وارتباطه بتحولات اجتماعية ثقافية أوسع. من مصر، ظهر الشيخ إمام مع رفيق دربه أحمد فؤاد نجم، في تجربة السخرية المريرة، المحرضة على الرفض والثورة. من المغرب، جاءتنا أصوات «ناس الغيوان» و«جيل جيلالة».. لتعيد التذكير بالمنسيين والمهمشين عبر غناء يجمع بين التصوف والحس الإنساني والهم اليومي والقضايا القومية. ومن الجزائر، انطلقت موسيقى