وصف الكتاب:
الكتاب يقدم إلى قراء العربية مجموعة من مصطلحات علم النفس التحليلي، التي يعرفها المتخصصون في علم النفس، ويحيط دارسو الأدب والنقد بعدد كبير منها، بل يستخدمون بعضها في الدراسة الأدبية، من دون تمييز لمصدرها المذكور عن المصدر الآخر المشهور، وهو التحليل النفسي الذي ينسب الفضل فيه للعالم، الذي أكسبه منهجاً علمياً لا شك فيه، وهو سيجموند فرويد. يرى د. عناني أن يونج وضع أسس البحث فيما يسميه اللاوعي الجمعي، الذي قد يتفق أو يختلف عن اللاوعي الشخصي، لأنه اللاوعي القائم في نفوس البشر جميعاً، فمصطلحات علم النفس الشائعة على الألسنة، حتى في الغرب تخلط بين مفاهيم فروع علم النفس الكثيرة ومفاهيم التحليل النفسي، وقد نجد بعض دارسي النقد الأدبي الغربي في الوطن العربي، الذين لا يكترثون لدقة المصطلح أو لمصدره، فيخلطون بين مصطلح للفرنسي لاكان ومصطلح للعالم السويسري يونج، أو للعالم النمساوي فرويد، وكثيراً ما تجد في رسائلهم التي يكتبونها بلغات أجنبية للحصول على الماجستير والدكتوراه، مصطلحات لم يقصد بها التعبير عما يريدونه. المعروف أن يونج ذو نظرات نقدية في الأدب، خصوصاً في الشعر، لكن مقتطفاته الشعرية كلها تقريبا من الأدب الألماني، ومن جيته تحديدا، ومسرحية فاوست على وجه الخصوص، يقول البعض إنه كان بذلك يعرب عن تأييده للشائعة، التي اتخذت شكل الفلكلور (كما يقول لويس عوض في أوراق العمر) أي أنه كان من أحفاد الشاعر جيته، والواقع أنه لم ينكر الشائعة كما لم يثبتها. وفي فصل عنوانه «علم النفس والأدب» يقول يونج إن مدخل عالم النفس إلى العمل الأدبي يختلف اختلافا كاملا عن مدخل الناقد الأدبي، فقد يتضمن العمل أشياء تتمتع بأهمية حاسمة، وقيمة قاطعة للناقد، من دون أن تهم عالم النفس، قائلا إن ما يسمى الرواية السيكولوجية لا تتمتع بأية أهمية لعالم النفس، لأنها تشرح نفسها، ولا تحتاج إلى إعمال الذهن أو الدرس العميق. أما العمل الفني الذي قد نشكو من غموضه على الرغم من إعجابنا الشديد به والمتعة الغامرة التي نجدها في قراءته وتأمله، بل والعودة إليه المرة بعد المرة، فهو الذي يتطلب اجتهاد عالم النفس في محاولة تحليله التحليل الصحيح، وهو يضرب مثالا للفرق بين النوعين الأدبيين نثراً أو شعراً، بالفرق بين الجزء الأول من مسرحية فاوست للشاعر جيته، والجزء الثاني منها، فعالم النفس لا يستطيع إضافة شيء إلى مأساة الحب عند البطلة في الجزء الأول، فمأساتها تشرح ذاتها.