وصف الكتاب:
الرواية مقتبسة من قصة حقيقية تدخل في إطار أدب السيرة الذاتية والبوح، عقب أعوام طويلة من التردد، إذ تلقى الكاتب اعتراضات على نشرها، من قبل مقربين منه، لما تحمله من تفاصيل شخصية. ولا تغفل الرواية الحنين، إذ يعاني شفيق من غربته عن وطنه الجزائر، الذي غادره قبيل اندلاع الحرب الأهلية الجزائرية عام 1991، وسط متابعته الأحداث المأساوية من خلال شاشات التلفزيون البريطانية وشهادات اللاجئين الذين كان يترجم لهم لدى مصلحة الهجرة البريطانية، ومن بوح والدته التي زارته في لندن، ليوثق مأساة بلاده بعد أن مزقها الخلاف وهدها العنف واستشرى فيها الخوف. يقول بن زادي في روايته: ”عَجِبْتُ مِنْ قَوْمٍ يَسْتَجْدُونَ اللّهَ الأمْطَار، في أوْطَانٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَار، وتُحِيطُ بِهَا المُحِيطَاتُ والبِحَار“. ويضيف في موطنٍ آخر: ”عجِبتُ من قومٍ، إن نقدَ المفكرُ التاريخ قالوا أساء إلى سمعة أجداده، وإن نقد الموروث قالوا تنكر لأصله، وإن دافع عن الانفتاح قالوا خدم مصالح أعدائه، وإن نقد الدين قالوا هذا عدو ربه، وإن سكت عن كل ذلك، قالوا تخلّى عن أداء واجبه“.