وصف الكتاب:
لم يخالجني يومًا الشعورُ بالوحدة، رغم أنني كنت دومًا وحدي، بلا جسد يشبهني، يرافقني وأسكن إليه. لم أرغب في الاختلاط بأقراني من أبناء كفرنا النائي السحيق وزملائي “بمجلس العلم” الوحيد الذي يقع على الجانب الآخر من البيوت التي نسكنها والذي نذهب إليه جميعًا سيرًا على الأقدام في نفس الموعد وعبرَ نفس الطريق كل صباح، فيلتقي فلانٌ بفلان ويتبادلان أطرافَ حديثٍ لا أسمعه ولا يسترعي اهتمامي. أما أنا، فأسير وحدي مترنمًا بكلمات لم أعرف معاني لها في ذلك الوقت، ولكن علمني إياها “الطَّيف” الذي وُلِدَ معي وطالما لازمني وحدثني، فأُنشدها متلذذًا ومنتشيًا بذبذباتها التي تسري في جسدي وتمنحني طاقة هائلة لا أعلم كيف تأتيني ومن أين تفِد ولماذا، ولكنني كنت مستمتعًا، مكتفيًا ومؤتنسًا بها.
اشترك الان في النشرة الاٍخبارية و ترقب استقبال افضل عروضنا علي بريدك الاٍلكتروني