وصف الكتاب:
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين .. يمثل الإرهاب خطرا حقيقيا يواجه الوجود البشري وحضارته وإنجازاته، لما يتسم به من عنف واستخدام غير مشروع للقوة، وغير مقيد بقانون أو بأي شيء ، لا بل إنه أصبح أداة لتحقيق مآرب و طموحات يعجز البعض عن تحقيقها بالوسائل العادية المشروعة. إن ظاهرة الارهاب قديمة قدم الإنسانية، وقد مارسه الأفراد كما مارسته الجماعات، وقاموا بأعمال عنف ضد جماعة معينة لبث حالة من الرعب والفزع لدى أعضاء هذه الجماعة بغية تحقيق أهداف محددة . هنالك أشكال متعددة لجريمة الإرهاب، وتقسيمات وفقا لمدى جريمة الإرهاب أو وفقا لمرتكبها أو وفقا للمكان الذي تقع به، هذا بالإضافة إلى صور التجريم الإرهابي لبعض الجرائم الإرهابية على المستوى الوطني والدولي. ارتكاب جرائم إرهاب الدولة لم يعد قاصرا على دول بعينها، بل أصبح يمثل ظاهرة عالمية، فالدول الكبرى غالبا ما تلجأ الى ارتكاب هذه الجرائم ضد غيرها من الدول بهدف السيطرة عليها وإخضاعها لارادتها وتوجيهها في الاتجاه الذي يحقق مصالحها وأطماعها التوسعية.كما تلجأ الدول المتكافئة عسكريا إلى ارتكاب هذه الجرائم ضد بعضها البعض لحسم بعض المنازعات القائمة بينها دون التورط في حروب خيمة العواقب . والمجتمع الدولي حتى الان لم يصل إلى صياغة تعريف متفق عليه دوليا للارهاب، يحظى بالقدر ذاته من الإجماع بين الدول، ولعل أهم أسباب اختلاف الدول في وضع تعريف موحد للإرهاب يكمن في تلك الهوة الحقيقية لأيديولوجيات السياسة التي تفصل بين الدول، والتي ستظل عائقا يحول دون الوصول إلى هذا التعريف الدولي. وعلى الرغم من قدم الجهود الدولية الرامية إلى مكافحة الإرهاب الدولي التي أسفرت عن إبرام العديد من الاتفاقيات الدولية، العالمية والإقليمية، التي تهدف إلى منع وقمع بعض صور وأشكال الإرهاب والعقاب عليها، إلا أن أحداث الحادي عشر من أيلول لعام 2001 وما تلاها من هجمات إرهابية في مختلف بقاع العالم أدت الى تزايد إدراك الدول لأهمية وضرورة اتخاذ تدابير وطنية فضلا عن تعزيز التعاون الدولي فيما بينها على الصعيدين العالمي والإقليمي لمواجهة الامن تلك الظاهرة. وقد حدث تحول جذري في النظرة إلى القانون الدولي بعد بروز ظاهرة جديدة في حركات المقاومة ( الكفاح المسلح )، حيث كان للعمليات التي قامت بها حركات التحرر أثرها الكبير في تطوير قواعد القانون الدولي وحصولها على التأييد العالمي لكافحتها من أجل الحصول على الاستقلال وتقرير المصير. وقد تعرض شعبنا في إقليم كوردستان أيضا لموجات الإرهاب التي اجتاحت كل العالم شرقه وغربه، ولم تكن كوردستان بمعزل عن الاحداث السياسية في جميع مستوياتها الدولية والإقليمية والوطنية.