وصف الكتاب:
يَا مِصْرُ كُلُّ حَدِيثٍ كُنْتُ أَحْفَظُهُ نَسِيتُهُ عِنْدَ أَهْلِ التَّلِّ والدَّارِ جَرَتْ دُمُوعِي عَلَى أَعْتَابِ دَارِكُمُ يَا مِصْرُ كُل الهَوَي فِي نِيلِكِ الجَارِي يَا مِصْرُ، لَسْتُ مُغْرَماً بِكَثْرَةِ الكَلَامِ، وَلَا بِتَدْبِيجِ المَقَالِ، وَلَا بِتَزْيينِ الخِطَابِ، لَكِنَّنِي أَتَكَلَّمُ عَنْ بَلَدٍ تَحَدَّثَ عَنْهَا القُرْآنُ، مَرْجِعِي فِي ذَلِكَ دَفْتَرُ الحُبِّ المَحْفُوظِ فِي الفُؤادِ، وَمَصْدَرِي فِي ذَلِكَ دِيوانُ الإِعْجَابِ المَخْطُوطُ فِي الجَنَانِ، الوَقْتُ فِي رِحَابِكِ يَا مِصْرُ مُصَابٌ بِالعِشْقِ، يَمُرُّ كَنَسَمَاتِ اللَّيلِ العَلِيلِ، أَوْ كَنَسَمَاتِ الصُّبْحِ الجَمِيلِ، أَوْ كَحَدِيثِ المُحِبِّينَ المُتَحَابِّينَ، وَمَا كِتَابِي هَذَا إِلَّا نُقَوشٌ عَلَى قُلُوبِ المُحِبِّينَ، فَأَنْتِ الوعَاءُ الكَبِيرُ، الَّذِي يَسَعُ الجَمِيعَ، فِيكِ أَسْيَادُ القُرَّاءِ، وَأَئِمَّةُ الفُقَهَاءِ، فِيكِ العَبَاقِرَةُ والحُكَمَاءُ ، مِنكُم أَمِيرُ الشُّعَرَاءِ وَكَبِيرُ البُلَغَاءِ وَشَيْخُ الفُصَحَاءِ وَسَيِّدُ الخُطَبَاءِ وَأسْتَاذُ النُجَبَاءِ وَأَكْبَرُ الأَطِبَّاءِ يَسْلُكُ العَقْلُ فِي مِصْرَ سَبِيلَهُ وَيَحْفَظُ الفُؤادُ مِنْ مِصْرَ نِيلَهُ وَتُعِيدُ الذَّاكِرَةُ فِي مِصْرَ قِصَّةَ ألْفِ لَيْلَةٍ وَلَيْلَةٍ.