وصف الكتاب:
تبرز الخلق الحقيقي للإنسان عندما يكون حراً مختاراً قادراً على أن يأتي السلوك القويم ، أو السلوك المنحرف ، إذا تهيأت له الظروف المناسبة لانتهاج هذا السلوك أو ذاك . ذلك أن بعض الناس يجعل من نفسه معلماً للآخرين ، فيقدم لهم النصائح والحكم والمواعظ ، والقصص التي تنطوي على القيم والمبادئ النبيلة التي يجب أن تقوم بين الناس في علاقتهم مع بعضهم البعض ، ولكنه في المحكات العملية يسقط في فخ الازدواجية ، ويخالف ما كان مقتنعاً به ، فينسف كافة الحِكم والمواعظ التي كان يقدمها للناس ، ويفيض في شرحها وتوضيحها . وهذه الرواية تقدم أنموذجاً مخالفاً تماماً لحالة الازدواجية التي عليها كثير من الناس ، وهو النموذج الذي يمثل انسجاماً تاماً بين الفكر والسلوك ، رغم الضغوط النفسية التي تدعوه إلى مخالفة ما يحمله من مبادئ وقيم . تعالج هذه الرواية المواقف الإنسانية كما يجب أن تكون في ظل المبادئ والقيم الفطرية السليمة ، وإن بدا فيها بعض الغرابة والخروج على المألوف ، وترسم صورتين متقابلتين لشخصيتين شبه متناقضتين ، ذابت إحداهما في الأخرى لما وجدته فيها من عوامل جذب غير عادية . تدور أحداث هذه الرواية على قصة حب قامت على غير المعايير العادية للإعجاب والانجذاب ، بل قامت على متانة الارتباط بين الفكر القويم والسلوك المتولد عنه ، المنسجم معه تمام الانسجام ، في ظل ظروف غير عادية ، تسردها هذه الرواية بتفاصيلها الشيقة المثيرة . فإذا لم تمتلك عزيزي القارئ النفس الطويل والأعصاب الحديدية ؛ فلا تقرأ هذه الرواية ،لأنها بحاجة إلى قارئ يحمل صفات بطل القصة ، ليصير إلى حالة نفسية يتمنى فيها أن يكون مكانه .