وصف الكتاب:
إن إتصال السماء بالأرض لأداء رسالة من الله تعالى المتفرد في سموّه وعليائه إلى عبيده المحتاجين لهديه وإرشاده، كان حدثاً من الأحداث العظام، وخرقاً لنواميس الطبيعة التي لا تتغير من طريقها المرسوم إلاّ حين الحاجة ولغاية قدّرها العزيز العليم. والتنزيل العزيز مأدبة الله تعالى في أرضه لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، أنزله على رسوله النبيّ الخاتم ليكون آية دعوته وبرهان نبوّته بلسان عربيّ مبين، وصدق الله تعالى في قوله: ﴿وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ وَسَوْفَ تُسْأَلُونَ (44)﴾... [سورة الزخرف: آية 44]. فقد نزل هذا القرآن الكريم على العب وهم أهل اللَّسن والفصاحة والبلاغة، وتحداهم أن يأتوا بمثله أو بعشر سور من مثلة، أو بسورة واحدة، ولكنهم أحسّوا بالعجز حين شعروا بالتقصير، وظلّ هذا القرآن الكريم مناط إهتمام الباحثين ومحطّ أنظار العلماء من أبناء هذه الأمّة حتى يومنا هذا، ولكن لم يستطع واحد أن يقول عن نفسه إنه سَبرَ غور هذا القرآن الكريم، وقطع بمراد الله تعالى الوارد في آياته وسوره. فإعجازه على مدى العصور قائم، وأنه لا يخلق على كثرة الردّ، ولا تنقضي عجائبه، وهو شاهد صدق على نبوّة محمد صلّى الله عليه وسلم وعلى وحدانية الله سبحانه وتعالى - فلو كان من عند غير الله تعالى لوجد أعداء الإسلام فيه إختلافاً كثيراً.