في جعبة الحياة
- سنة النشر: 01 Jan 1970.
- عدد مرات التحميل: 502882 مرّة / مرات.
- تم نشره في: الإثنين , 14 ديسمبر 2015م.
وصف الكتاب:
لأنني أُحبك و الحب اكبر من كل شيء يُذكر، ولان الشعور الذي يُكتب حروفًا يظلُ أمدًا و إن مابقّي من العمر باقِ، و إن رحل صوتيّ، و إن اختفت ملامحي و ان مابّقي لك مني سوى صورة سوداء و رسائُل تُقرأ، يبقى شعورًا طويلًا لا ينتهِ، يرى النور دومًا ولا ينطفئ، يظلُ مضيئًا، بالحُب العظيم الذي بيننا، و ببضعُ ذَكريات.يا ولدّي، لأن تالله مابقي من العمر بقدر ما أُخذ مِنه، و ما الله ليُبقيني دومًا هُنا، و ما خُلقت أبدًا لأبقى، لأُخلد، و لأخذُ بيدكَ دائمًا أبدًا كما الحب يأمرني لأفعل، لأن قسمًا الأيام أقسى من أن تبقي قلبينا معًا، و أصعب من ألا تذقنا مرارة الفقد و الحرمان، و أقسى من الا تمنع أحدانا من الأخر و تأخذ الأخر إلى عالم موازِ بقبرِ صغير، و وريداتِ قليلة تجف كُلما قل الدُعاء.سأكتبُ لك، و سأظل أكتب مادام القلب ينبض والحب يزداد شيئًا فشيء، سأخبرك بكل شيء، قبل أن تكن بحاجة لأن تسألني عن أي شيء فلا تجدني، وقبل أن تطرقُ باب غرفتَي فتجِدها عارية من الحُب، خالية من الأجوبة و مِني. سأكتبُ لك، سأجيبك عن كل شيء، سأخبرك بكل الأمور، و سأبقى دائمًا قسمًا هُنا.يابُني؛ لأن الحُب يجبرني أن افعل سأفعل، و لأن الرسائل التي تموت في صدري فتُحول قلبّي مقبرة كبيرة، تُخيفني، ولأن الصمت إن إمتد، لا ينتهِ، و إن بّقي لا يرحل، سأحدثك دائمًا هُنا ، وسأكتب ما لم يسعنِي الوقت يومًا أن أقله، سأرسم لك خارطة الأيام بقلمي، ولك أن تتبعها متى أردت، و ألا تفعل إن كان يُلزم ألا تفعل، فالأيام تسير و الأزمنة تتغير، وكل ما عشته أنا رُبما لن تعشه أنت، وكل أفكاري تختلف أفكارك، وكل ظروفنا مختلفة، لكنها الثوابتُ يا ولدّي، تلك التي لا تُزحزحها الأيام ولا تهُزها الأزمنة، تلك التي والله إن زُحزحت؛ إنقلبت الموازين، و تغيرت الأصول، وصار الحق باطلًا و الباطل حق لا يُهزم، ليُصبح الأسود أبيض، والأبيض أسود، و الشفاف مزيج من الألوان، فتُصبك و قومك غمامة لا تُزاح، و يعانِي قلبك و أهلك؛ الحُزن، و تقفد قدرتك على التمييز، على أن تمسك بخيط أبيض يجرك إلى الحق، على أن ترى من الأصل الحق حقًا و الباطل باطِلًا. يابُني؛ سأكتبُ لك، و أعلم أن الذي بيننا أكبرُ من أن أكتبه، و أثقل من أن تَحويه رسائل فتُثقب، فقدُ تجد رسائل ألمًا مثقوبة، تُسقط جزءًا جزءًا منها ولا تبالَي، لأن الأيام حُزنًا أثقل منها، فلا تبتئس، و إقرأها بقلبِ يسع كل مابَقيّ مِنها، و لا تحزن قط، لانك ما خُلقت بالأصل لتحزن، ولا تقرأ إن شعرت أنك ملزوم بأن تفعل، إفعل متى ما طلبَ قلبك، ومتى ان اردت أنت.ستجدني بين أوراقك، و سأجدك دومًا هُنا، سأحبك دائمًا ، دائمًا و كثيرًا ، سأبقى جزءُ من عالمك، وستبقى عالمي برمته.أرشدك الله، أعانك الله، و أخرجك من الهم و الغم و الحُزن.
