وصف الكتاب:
أبو السمط، هو مروان بن يحيى بن مروان بن أبي الجنوب بن مروان بن سليمان بن أبي حفصة المعروف بمروان الأصغر؛ تمييزاً عن جدّه أبي الهندام مروان بن سليمان بن أبي حفصة الشاعر المتوفي بين سنتي (181- 182هـ / 797 - 798م). أما أبوه أبو الجنوب فقد ورث الشعر عن أبيه وأجداده، وأفراد أسرته، وتكّسب به كغيره من شعراء عصره، واستوطن اليمامة، ووفد مع أبيه على موسى الهادي (ت 170هـ) فمدحه، ورثا أباه أبا عبد الله محمد المهدي (ت 169هـ) كما مدح بعض وجهاء عصره وفي مقدمتهم شرحبيل بن معن بن زائدة (ت ؟) وظل على علاقات وطيدة بخلفاء عصره من العباسيين، وولاتهم، وكبار قادتهم، حتى وافته المنية نحو سنة (200هـ). وكان أبو السمط والذي كان يلقب بغبار العسكر، قد اتصل كسابقيه من آل بيته، بالخليفة المأمون (ت 218هـ) مادحاً، كما مدح أبا عبد الله أحمد بن داود الإيادي القاضي (ت 240هـ)، منتقلاً بعد موت المأمون إلى مصاحبة المعتصم (ت 227هـ) والواثق (ت 232هـ)، والمتوكل (ت 247هـ) الذي يروى أنه أجزل له العطاء، وفسح له الفرصة في التقدم على نظرائه من شعراء قصره لأنه كان ناصبياً، يسفه رأي العلويين، من أبناء عصره، ويذم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (ت. ق. 40هـ)، وهو أمر كان يلاقي قبولاً وإستحساناً كبيرين عند المتوكل، الذي كافأ أبا السمط على شعر المعني بهذا الأمر، بخاصة، بولايته على كل من (اليمامة) و(البحرين) و(طريق مكة)، فلما أفضت الخلافة إلى أبي جعفر محمد المنتصر بالله (ت 248هـ) مدحه أبو السمط، وحظي عنده ببعض ما كان يرجوه، بعض الوقت، ثم طرده المنتصر، فيما بعد، وحلف ألا يدخله إليه أبداً، بسبب مسلكه الشعري المشين في الطعن على آل البيت النبوي الشريف، والزرايه برموزه الطاهرة، وفي الوقت نفسه يتصل أبا السمط بمحمد المعتز بالله (ت 255هـ) قبل خلافته، منشداً بعض الأبيات في مديحه، معرجاً على بعض وجهاء عصره من الطاهريين، وفي مقدمتهم أبو الطيب ذو اليمنين طاهر بن الحسين، الذي تيسر الوقوف على بعض أبياته في رثائه بعد موته، كما اتصل بعبد الله بن الطاهر (ت 230هـ) ومدحه.