وصف الكتاب:
كلمة غلاف دندنة .."مكثت طويلاً أدور في فلك صُناع النغم، وصُياغ الكلم، وسلاطين الطرب، وأساطين الألحان، وأساطير الدندنة، وسافرت على أجنحة التواشيح َ والطقاطيق والموال والدور، ورجع الآهات ، ومنازل المقامات، وانسجام الأبيات، ودوزنة الآلات، وأصداء الرتم، وحلو القصائد، وغزل الأزجال ، وصوفية الرباعيات، وروحانية الابتهالات ، ومسارات الربع تون، وسيادة السيكا وسطوة النهاوند، وأنين الهجر، وتغريد الوصال، وتمهيد اللقاء ، ودعاء السماء، وحديث الدفوف، وترانيم الشجن وكسر القلوب، وليل ُّ السهاد ، وقهر العزول، وضوء القمر، وقلب يحب فيشدو الكمان، وقصة عشق يرويها الجيتار، وغرام وانتقام على السكسافون، وحزن دفين ما بين العطور، وأورج شغوف يصاحب الأوكرديون الخشبية، وسوالخ سماوية من ّ الفلوت الفضية، ومزمار وزغاريد ورقص وزفة عرس، وأنة عشق، وسجالات ربابة... ولأن مقدرتي الموسيقية تتوقف عند هز أصابعي ورعشة قلبي وفوران عروقي وتمايل رأسي تجاوباً للألحان و الإيقاعات، توقفت على أعتاب بوابة الرصد.. رصد الحوار الشعبي المصري الأصيل الخصيب مع الكون والطبيعة والأشياء،الذى كانت أداته الأغنيات والتعاويذ والرقى ، وكلها من الغناء، وقد ظل الغناء طول عمره تعويذة سحرية يحاول بها المصري فض مغاليق الكون وأسراره الغامضة..." هكذا توثق وترصد الكاتبة سناء البيسي لعالم الدندنة الموسيقية المصرية التي أثرت في الوجدان على مدار سنوات طويلة لتحفظ للذاكرة حالة ابداع شجية تعددت ملامحها بين لحن وكلمة و اداء.