وصف الكتاب:
غربان تُعشش في الضبابنصوص - سيف الياسري توطئة لن تنجو إلا إذا مارست التخفي في الظلام، أن تطلي جلدك بالسواد أن تتقن مهارة الخديعة باستمرار عمَّن يسرقون العشَّ من فوق الأشجار، كُن غامضًا كسردابٍ معتم، أو غريباً كطائر "درانغو" بين سرب الغربان الهاربة..اِمضغ التشاؤمَ وابصقهُ كصديقنا الغراب ... سيف الياسري وجعٌ عتيقٌثمةُ أنين يخرج من فُوهة جُرحٍ غافٍ يكاد يسمع من على مرفأ الجزر النائية صداه، ويتغلغلُ بين أعماقي ليقضي نزهته بهدوء الوجع، في زنقات الجزء الأيسر من صدري؛ حيث هناك يقطن قلبي وحيدًا يتجرع مرارة الإشتياق اللامتناهي، عندما يمسك بطرف الظلام خيط من الوهن تتمدد العتمة بانكسار الضوء؛ ليفترش محاق الظلام طيالس لباسه المعتاد، هيكل القمر المفلوق ينشر قصائده المرثية على مسامع الموجوعين، وتذرف النجوم الناعسة دموع الوالهين لتكون السماء بذلك مسرحًا للبكاء، وجعٌ مسلوبُ الإرادةِ لا يملك حيلةً سوى اطلاقُ تنهيدة، تستفيق من إثرها كائنات البحور وترتعب من على أشجار الصفصاف ألوان الطيور النائمة، في كل آهٍ وآه وجعٌ عتيق ينهض من سباته، انزوى، مميت يحيي نتؤات الجرح العميق ...***ضفة النسيانحينما أدرك جيدًا أني وحيدٌ مرميٌّ على ضفة النسيان، وتأخذني تموجات الأحلام متعلقًا بأطراف الأمنيات مستلقيًا على أكفِّ الوهم، منطويا بين أذرع الخوف الفتي، منزلقًا بهفوات الموت، محتدما بين سني العمر، معتكفا عن الحديث، ملتزما بحواف عنفوان الصمت النبيل، أراني ملجأ مدمرًا خالٍ من الصداقات..! غزتني اللامبالاةُ، صرتُ أبحث عن وجوهٍ عديمة اللون شاحبة الابتسام كوجهي تماما، من يصدق أني على قيد العيش وجسدي ممزق بذكرى الترهات؟،عامٌ وأنا أُفتش عن نفسي بين الناس، لا أراها سوى جثة هامدة تتلقى الرحمات من فاقديها، أولئك المجانين المتسكعين في الطرقات... أنا منهم وهم مني وكلانا بين ألسُنِ نيران الخيبة محاصرين وملتهمين.