وصف الكتاب:
الفلسفة في الترجمة العربية للكلمة اليونانية فيلو - صوفيا، هي إيثار الحكمة؛ أو طلب الحكمة ونشدانها، والمسعى للحصول عليها ومعرفتها، ولمعرفة النفس والأنت ومن ثم الوجود والعقل كما الخير والمطلق. لم تكن هي حبُّ الحكمة، أو صداقتها؛ ولم تكن قطّ كما كانت عند الغربي؛ اللاتيني ثم الحديث، والمعاصر ثم الراهن. وإنما الفلسفة، وكما ستكشف عنه هذه الدراسة، الفلسفات المحضة أو الميتافيزيقا ثم الفلسفات النفسانية الإجتماعية، هي طباقية، ومواقعية؛ أي ذات حقولٍ وقطاعاتٍ أو موضوعات، وأسئلة وقضايا، وإشكالات وصراعات... وأيضاً: الفلسفة، كما في تاريخها عند العرب وفي الإسلام، ذات أجنحة (أصول) العثماني والفارسي، الهندسي والمغربي، السامي والإثنيات الأخرى المتداخلة المتفاعلة والثاوية في قيعان وتمفصلات "الذات العربية الراهنة"... وتكون الفلسفة تعددية ومتنوعة، علمانية ومتخيلة وعقلانية، وليست هي السياسة فقط، ولا هي العِلْم أو علم النفس أو علم الإجتماع أو التاريخ، وما إلى ذلك من العلوم الإنسانية الأخرى. وليست هي الدين، ولا هي التديّن والفكر التعبّدي... هي قمة الفكر، وكونية عالمينية، وكينونية ومن ثم إنسانوية، وغرضها العام والكليّ هو الخطاب العالميني المحضّ في الوجود والعقل والخير، وكذلك فإن الفلسفة ليست هي التصوف إن المشاعي الشيوعي للأرض والمال أو الملكية بعامة، وإني المسيّب المشيّع للتعس حبّاً محضّاً لله (البيت الله، مع صوفة الحِكم الجاهلي)، ونذراً وفداءً وقربَنَةً. ويشير المؤلف بأن مشروعه هذا، في بيان ماهية الفلسفة، بأنه هو نفسه ما انطوى عليه مشروع مدرسة بيروت في الفلسفة والنفسانيات، والفكر والتصوف المشاعي النفسي، والمشاعي الإجتماعي أو الإقتصادي السياسي. وبذلك، فإنما ما يمثله هذا البحث (أو المشروع)، هو خطاب الفلسفة والنفسانيات والتصوفات في الأنا والأنت والحقل، كما في الشروط، وفي الوعي والسلوك واللغة... كما هو خطابٌ في الذات الجمعية: الخناوية وفي الأنتم... والبشرية كافةً، وضمن الطبيعة والمعرفة والروحانيات أو المثاليات، والما يجب وتبغي أن يكون. وإلى ذلك، فإن ما يزخر به هذا البحث إنما يمثل، رؤى المدرسة العربية الراهنة أو مدرسة بيروت تعكس تلك الرؤى مضامين ما تحمله الفلسفة العربية الراهنة من معانٍ وأطياف فلسفية، والهدف من تقديمها رفد الجامعات العربية وشعوبها ومجتمعاتها، برافد دفّاق في المجال الفلسفة العربية خصوصاً. لم تقف إجتهادات الباحث عند هذا الحدّ، بل هو تطرق إلى المدرسة الفلسفة الغربية، نقداً وتحليلاً، بما يشمل العقلية الأوروبية المعاصرة والراهنة، مبيناً، بأنه نقد للمجتمع للمجتمع الآلوي، وللفضاء كما الحقل الصناعوي المفرِطْ، كما هو نقد للفلسفة المراثانية والإيديولوجيا الغربية البعيدة والمقصية لكل تفيكر أخلاقي، وللواجبات والمناقبية المعيارية وللسياسية التي جعلها الغربي لا تهتم بالأخلاقي؛ إنِ في المعهود المتوارث، وإني الحاضريّ المعيوش، وذلك استتدعى دراسة المشاعر والإنفعالي والعواطفي عند أوروبا فيما بعد الحرب العالمية، ثم في مرحلة ما بعد الإستعمار. بالإضافة إلى ذلك، تطرق الباحث إلى تناول مواقع التواصل الإجتماعي بما يشمل نمطه أو روحيته وأجهزته أو عقله وسلطته السياسية كظاهرة مرضية أو غير معاناة؛ بل كظاهرة عطوبة وغير دافئة، مبيناً بأنها تلتهم في المجتمع الرأسمالي الراهن، الأوهام والخيبات، مؤدية إلى فشل الأيديولوجيا، والفلسفات، والوعي والسلوك عند الإنسان وفي المجتمع، لينتهي إلى نتيجة مفادها أن تأثير مواقع التواصل الإجتماعي هو في الواقع غير سويّ، وغير معافى في العقلية والشخصية؟، وفي الفردانية المسرفة ومن ثم الصحة النفسية والروحية والتواصلية، كما في الصحة الثقافية الحضارية للبشري والأخلاقي، والقيم العقلانية، والكثافة الإنسانوية والكينونية للفرد والجماعات والمجتمع، والفكر الحداثاني وما بعد الحداثاني الأوروبّاولي... وفي نقده لفلسفة ما بعد الحداثة وإيديولوجيتها في المعرفة والوعي والسلوك، يَسِمُ هشاشتها، وغرائب الدوافع إلى "فلسفات" التشظي والخواء الصُّدفوي والمتوقع، كما يطرح الباحث موضوع ماهية السوسيولوجيا مؤكداً على أنها ليست الفلسفة، كما ظهر أن الفلسفة ليست العلم مستفيضاً بإكتناه ماهية متعلقات علم السيوسيولوجيا (الإجتماع) متطرقاً إلى موضوع التواصلية العائلية، لينصرف من ثم لبيان فيما عنى التصوف وماهية فيما كان وفيما يجب أن يكون، كما عمد إلى تخصيص دراسة تحليلية للسيرة الذاتية وتحليل الفكر السياسي عند شخصية فلسفية تاريخية، ومقصوده دراسة ابن رشد بما هو ممثل ثانٍ بعد ابن سينا وأكثر منه، للفلسفة العربية الإسلامية.