وصف الكتاب:
إنَّ القراءةَ النحوية في الكتاب الكريم كغيرها من المقاربات الواعية العاكفة على فهم أفقٍ معرفي من آفاق النص القرآني غير المتناهية تتطلّبُ وقفةً مباشرةً متأمّلةً في النص عينه ؛ لاقتناص الموضوعة النحوية من أسلوبه المدهشِ النظمُ ، والمحيّر المتلقين عن فهم إبداعه ، والمخرس البلغاء عن وصف حقيقة إعجازه. فإذا اقترب القارئ المتدبّر من النص الأعلى الخالد لاح أمام فكره ما لم يفكّر فيه من مبتكرات المعاني ، ورأى من سبائك العبارات ، وأوانس الأشكال ما يُعجز الفطاحلَ ، ويخرس النوابغَ . كم هو كريم هذا القرآن الكريم ! وكم هو بديع هذا الكتاب المبين !. كنتُ أرمقُ هذا النص الثقيل من بعيد ... فمَارَني من العطاء أكيالًا ، وروّاني من اللذيذ فراتًا ، وآنستُ من جوانبه أنوارًا أضاءتْ ظلمتي ، وأزالتْ غربتي ... فاقتطفتْ نظراتي القاصرات قطوفًا دانية من حدائقه ... دوّنتُها في هذا الكتيب ، وجعلتُها في موضوعات نحوية منسجمة مع المعنى الظاهر للنص القرآني ، ومنبثقة من نسجه ... ولم أُؤول النص الظاهر إلى أصل نحوي ؛ لئلا يتفرّع النص المعجز من أصل بليغ ممكن. وقد تجلّلتْ قراءتي هذه بسندس قرآني ، وتضوعتْ بمسكٍ بياني ، وتفرّعتْ في خمسة مباحث