وصف الكتاب:
رسمت »رحاب« عينني وأنفا وفما ورسمت في أسفل الورقة ساقني وقدمني ووضعت إطارا للوحة، اتصل اإلطار بالقدمني وظهر إنسان،وأضافت له عدة خطوط وإذا نحن أمام شيء طريفإنه كتاب. الكتاب يفتح صفحاته كأنها ذراعان حتتضنان الصديق، الكتاب يحكي حكاية قبل النوم مثل اجلدة واألم واألب. وهو يوقظنا ويجعلنا غير قادرين على النوم ألنه مثير، الكتابيكلمنا ويعلمنا ألن عنده ما يقوله. أسأله أثناء القراءة وإذا بي أجد عنده اجلواب كأنه يسمعني كما أسمعه. وهو يالعبني ألعابا عدة، عندي كتب في الشطرجن وكتب في ألعاب كثيرة. وعند الكتاب أحاسيس ومشاعر؛ يفرح أو يحزن، يرضى أو يغضب. والكتاب إنسان يحب اخلير ويكره الشر. الكتاب يغذيني، أجلس إلى مائدة الطعام آكل بروتينات ونشويات وفيتامينات تهضم معدتي كل ذلك ألمنو وأكبر وأكون قويا، وعندي طاقة للحركة والعمل، وأجلس إلى مائدة الكتاب أقرأ دينا، علما، أدبا وفنا كتبا وصحفا ومجالت، يهضم عقلي كل ذلك؛ ينمو ويستوعب ويفكر ويصبح أكثر ذكاء. الله أنزل الكتاب والله خلق اإلنسان. الكتاب إنسان عنده بيت ودار يسكن فيها ويعيش، ورمبا تكون له غرفة واحدة. الكتاب يسافر بالسيارة يركب الباخرة والطائرة، الكتاب يعظنا ويهدينا ويعلمنا ويسلينا ويفزعنا ويضحكنا ويبكينا. أحيانا نصارعه ويصارعنا نختلف معه ويختلف معنا، قد يقنعنا أو ال يقنعنا، ولكنه يجعلنا نفكر، أنا أفكر فأنا موجود، أنا أقرأ فأنا حي. أحيانا يهرب منا حتت املخدة أو املرتبة ويلعب معنا االستخفاء ويعود إلينا. الكتاب مثل اإلنسان؛ يولد ويعيش وميوت قد يحترق أو يتمزق بأيد عابثة كاملخالب ورمبا يعيش آالف السنن