وصف الكتاب:
وفيه يدخل جمال الشاعر، الكتابة الساخرة من أوسع أبوابها، لكنها كتابة ساخرة مهمومة، تأتي عبر معارف عدة، ومن وجدان مبدع شاعر، لذلك فهي تدخل في صميم الحياة ، لتعرف المشكلة، وتعرف حلها، ولا شيء يحدث ، تلك هي المفارقة التي يلعب عليها جمال الشاعر فالمسافة بين معرفة الأزمة ووقوعها، وبين حلها أو تركها على حالها، هي أم الأزمات التي يعانيها المجتمع المصري. الكتابة الساخرة كما لدى جمال الشاعر في هذا الكتاب تخرج من باب «التريقة» والسخرية من كل شيء كما هو سائد الآن من كتابات سطحية، بل هي كتابة مشغولة بواقعها، ملتصقة بالأرض، ومع ذلك تنظر إلى البعيد، أملها وحلمها الذي تشتغل عليه هو جعل مصر، دولة متقدمة.. دولة حديثة، لا تتسوّل قوتها .. كتابة تتأمل ما يجري على جميع الأصعدة وتشتبك معه ، لذلك فهي لا تركب موجة الكتابات الساخرة . الكتاب الذي يصل عدد صفحاته إلى 170 صفحة، يحاول الإحاطة بكل المشكلات في المجتمع المصري بدءًا من: تصريحات الوزراء، وأكاذيب السياسيين وقنابل دخانهم التي تحجب الحقيقة، والرشوة الجنسية التي تمرر الصفقات من تحت الترابيزة وفوقها على جانبيها، ومرورا بحروب شيوخ الفضائيات، ومباريات تسليع الفتاوى، وبيزنس الهاتف الإسلامي، وليس انتهاء بوزراء المجموعة الاقتصادية.. وهم يقولون: إن مصر فيها فرص عمل بالآلاف لكن، الشباب يفضِّل الجلوس على المقاهي. وكذلك حين تقارن بين راتب شخصين يعملان في المؤسسة نفسها أحدهما يتقاضى ثلاثمائة ألف جنيه والآخر ثلاثمائة جنيه فقط. ينصحك جمال الشاعر بأن »تعمل عبيط» وأنت ترى كل ذلك أمام عينيك ، حتى لا تصاب بحرق الدم ، اعمل عبيط واستمتع بفحل البصل والفول المدمس ، اعمل عبيط وأنت ترى العمالة المصرية مسحوقة تحت رحمة الكفيل ، ومطرودة من أمام أبواب السفارات.