وصف الكتاب:
تحيل النخلة، أولاً إلى رمز ديني، وتحيل إلى رمز اجتماعي واقتصادي وجمالي، فهي حاضرة في التعامل اليومي مع مفردات الحياة، وهي حاضرة في الأدب والفن، والنخلة حاضرة في الوجدان الجمعي، وحاضرة في الطبيعة. تعطينا النخلة الطعام والفيء، وهي شجرة العائلة، وشجرة الذاكرة، ولها في منطقة الخليج العربي، وشبه الجزيرة العربية مكانة خاصة في التاريخ والجغرافيا، ويسميها الباحث عبد الجليل علي السعد في كتابه الذي بين يدينا اليوم للقراءة في عام القراءة (عروض الرمل والمدى)، وهي أيضاً إذا أردت أن تزيد على هذا الوصف الجميل ذي الدلالة الثقافية والجمالية والأنثربولوجية.. هي سيدة الرمل والمدى. تعيش النخلة في ظروف بيئية ومناخية قاسية من حيث حرارة الجو، كأنها هدية الله للناس البسطاء الذين يعيشون في هذه البيئات الحارة. النخلة مرادف للعطاء، والشموخ، وهي من الأشجار المعمرة دائمة الخضرة، وأيضاً دائمة البقاء في الذاكرة الإنسانية. من هذه المنطلقات نقرأ اليوم مادة هي قريبة من قلوب وذاكرة أهل المنطقة، ويبدأ مؤلف الكتاب أولاً بإعطائنا فكرة عن أسماء وأصناف النخيل ومنها: أبو الرمول، أبو الزبد، أبو سهيم، أبو العذوق، أبو كيبال، أبو اليواني، أبو معان. يخبرنا الكتاب عن كيفية إكثار النخيل بطرق ثلاث. ويعود ليواصل التعريف بأصناف النخيل، مرة ثانية: الدحالة، الدغمة، ارحيبي، أشهل، أم رحيم، أم السلّة، أنوان. «البجس» أو «بكس» كما نستفيد من الكتاب هي فسيلة النخلة، أي ابنتها، ويقول الباحث.. «عادة ما تخرج من جنب النخلة، وتستمر في النمو حتى تكبر قليلاً، فتنزع وتغرس منفردة حتى تكبر وتتكون نخلة..»؛ أما (البرجي) فهو نخل ذو جذوع ضخمة وقمة كبيرة وسعفها طويل، وخوصها منتصب ولون ثمرها أصفر فاتح يقترب من البرتقالي، و«البرستي» أو «العريش» فهو البيت القديم الذي يصنع من سعف النخيل. لقد عمد الباحث السعد في هذا الكتاب الجميل إلى حشد آلاف المعلومات التي طرحها بشكل مبسط ومباشر بلغة علمية سلسلة.. وجاء كتابه على شكل معجم، بحيث إنه جمع أصناف النخيل، وطرق إكثاره، وألقابه ومواطن نشأته وأمراضه وعلاقة النخيل بالحياة قديماً وحديثاً وفق تسلسل أبجدي من الحرف (ألف) إلى (الياء)، ولذلك تنتشر المعلومات في الكتاب وفق الحروف، ولذلك لنقرأ انطلاقاً من التسلسل الأبجدي خريطة زراعة النخيل في الإمارات، ففي أبوظبي ينتشر النخيل في ليوا، وغياثي، وبدع زايد، وصير بني ياس، ودلما، والمنطقة الشرقية في العين، أم غافا، الخزنة، ويقول السعد: إن كمية النخيل المزروعة في إمارة أبوظبي تقدر بنحو 40 مليون نخلة، وفي أم القيوين، كما يشير الباحث، تنتشر زراعة النخيل بشكل محدود، لارتفاع ملوحة المياه الجوفية ومياه الأفلاج، ومن أصناف النخيل القديمة في أم القيوين: لولو، خنيزي، جبري، قش ربيع، مرزبان، قش حبش، ومن أهم أنواع النخيل في دبي، بحسب الباحث: الخلاث، الخصاب، أبو معان، حيري، ويقول: «تُعد الجميرا وأم سقيم وحتا من المناطق التي كانت قديماً مشهورة بزراعة النخيل في دبي، وفيها مزارع تجاوز عمرها مئة عام». أما رأس الخيمة فهي الأقدم في الإمارات بزراعة النخيل، ويذكر الباحث أن فيها مزارع تجاوز عمرها مئة عام أيضاً، ومن نخيل رأس الخيمة: شيشي، الصلاني، خصا، مسلي، قش حمد، أبو العذوق، قش وعب، أما إمارة عجمان فتتركز زراعة النخيل في مصفوت، والمنامة، والنسيم، ومن أهم أنواع النخيل في عجمان: حاتمي، عين بقر، لولو، شيشي. تنتشر زراعة النخيل في الشارقة في الذيد، وخورفكان، ومليحة، ويقول السعد: «تعد الذيد منطقة زراعية جيدة ومناسبة لانخفاض نسبة الرطوبة فيها وهو ما يساعد على جودة ثمار النخيل المزروعة»، ومن نخيل الشارقة: شهال، أبو معان، جبري، خلاص، الخنيزي، ومن أهم أصناف النخيل في الفجيرة: شحام، مرزبان، خشكار، غمّة، شهلة، أم السلة، داخز، ويقول السعد: «ينتشر نخيل إمارة الفجيرة وفق توزع الأودية والسهول والمناطق الجبلية، ونسبة الرطوبة فيها عالية، مما يجعل تكاثر أنواع النخيل فيها أكثر من غيرها في بقية إمارات الدولة».