وصف الكتاب:
إن تناولنا للخرافة فى هذه الدراسة بأسلوب أبعد ما يكون عن أن ينظر إليها باعتبارها شذوذاً فى الفكر الإنسانى، سواء القديم أو المعاصر، كما قد ينظر إليها البعض ممن يحلو لهم التشدق بالعلم والعقل. إننا نرى أن الخرافة أمر إنسانى، لا ينفصل عن أساليبنا فى الحياة والتفكير، وترتبط بمشاعرنا واستجاباتنا العامة لبيئتنا وظروف حياتنا. لكن قبل كل ذلك، وبعده.. يجب ألا يفهم من ذلك أننا فى صف الخرافة أو التفكير الخرافى، أو أننا منحازون للخرافة، ندافع عنها، وعمن يعدونها أساساً لسلوكهم أو تفكيرهم، أو أسلوبهم فى الحياة، لذلك أن هناك فرقاً كبيراً بين أن تكون الخرافة أسلوباً فى التفكير وممارسة الحياة، وتعبيراً عن جمود فكرى، وركود عقلى واجتماعى لايستطيع إنسان المساس به أو نقده وتغييره. وبينها حين تكون تعبيراً عن جانب إنسانى، ومهرب مشروع، يتجه إليه الإنسان تخفيفاً من الضغوط النفسية والاجتماعية الهائلة فى مجتمعاتنا المعاصرة.. ولذلك لا يمكن أن نكون فى صف الجمود والركود، أو القهر أو إشاعة العجز واليأس خاصة فى بلدان كبلدانا تحتاج أكثر ما تحتاج إلى ما يمكن أن تحققه معجزات العقل والعلم لا معجزات الخرافة التى لم تحدث، ولن تحدث.